• الرئيسية
• تقارير وتحقيقات

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض مجموعة من التعريفات الجمركية - أو ضرائب الاستيراد - على سلع بقيمة مليارات الدولارات تدخل الولايات المتحدة.

أعلن ترامب يوم الأربعاء حالة طوارئ اقتصادية وطنية، وفرض رسوم جمركية على البضائع الواردة من جميع الدول بنسبة لا تقل عن 10%. وبالنسبة للدول التي اعتبرها "الأسوأ انتهاكًا"، يمكن أن تصل هذه الرسوم إلى 50%. وستدخل رسوم الـ 10% حيز التنفيذ في 5 أبريل، بينما ستدخل الرسوم الأعلى حيز التنفيذ في 9 أبريل.

كندا والمكسيك معفيتان حاليًا من هذه الرسوم، لكنهما، إلى جانب الصين، كانتا تواجهان بالفعل رسومًا جمركية على بعض المنتجات. وقد وسّعت إدارة ترامب الآن نطاق الرسوم الجمركية الحالية على الفولاذ والألمنيوم لتشمل البيرة والعلب الفارغة، مما قد يُلحق ضررًا بالغًا بالبلدين.

علاوةً على ذلك، بدأ تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات الواردة إلى الولايات المتحدة يوم الخميس. ومن المقرر أن يبدأ تطبيق الرسوم الجمركية على بعض قطع غيار السيارات في مايو أو بعده.

وحذر خبراء الاقتصاد من أن هذه الرسوم - وتلك التي فرضتها دول أخرى ردا على ذلك - قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين.

ويرجع ذلك إلى أن الضريبة تدفعها الشركة المحلية التي تستورد السلع، والتي قد تختار تمرير التكلفة إلى العملاء، أو تقليل الواردات، مما يعني توفر عدد أقل من المنتجات.

إذن ما هي الأشياء التي يمكن أن تصبح أكثر تكلفة؟

السيارات

استوردت الولايات المتحدة نحو ثمانية ملايين سيارة العام الماضي، وهو ما يمثل نحو 240 مليار دولار (186 مليار جنيه إسترليني) من التجارة.

يُقدّر معظم المحللين أن رسوم السيارات الجمركية ستُضيف آلاف الدولارات إلى أسعار السيارات الجديدة في الولايات المتحدة، والتي بلغت متوسطًا قياسيًا بلغ 49,738 دولارًا أمريكيًا في ديسمبر، وفقًا لشركة كوكس أوتوموتيف. ومع ازدياد المنافسة على السيارات المستعملة، قد ترتفع أسعارها.

حتى بالنسبة للسيارات المصنوعة في الولايات المتحدة، فمن المرجح أن ترتفع الأسعار.

كما أن العديد من شركات السيارات الأمريكية لديها عمليات في المكسيك وكندا، وذلك بموجب شروط اتفاقية التجارة الحرة طويلة الأمد بينهما.

عادة ما تعبر أجزاء المكونات الحدود الأمريكية والمكسيكية والكندية عدة مرات قبل أن يتم تجميع السيارة بالكامل.

تم إعفاء قطع غيار السيارات من كندا والمكسيك من الرسوم الجمركية الجديدة في الوقت الحالي بينما قامت الجمارك ودوريات الحدود الأمريكية بإنشاء نظام لتقييم الرسوم.

وقد قدرت مجموعة أندرسون الاقتصادية أن الرسوم الجمركية على الأجزاء القادمة من كندا والمكسيك فقط قد تؤدي إلى ارتفاع التكاليف بما يتراوح بين 4 آلاف إلى 10 آلاف دولار أمريكي تقريباً، وذلك اعتماداً على نوع السيارة.

ويقول الخبراء إن هذه التكاليف من المرجح أن تنتقل إلى العملاء، على الرغم من أن ترامب نفسه قال إنه "لا يهتم" إذا حدث ذلك لأنه يعتقد أن ذلك سيشجع الأمريكيين على شراء السيارات المصنوعة في أمريكا بدلا من ذلك.

البيرة والويسكي والتكيلا

من الممكن أن تصبح أسعار البيرة المكسيكية الشهيرة موديلو وكورونا أعلى بالنسبة للعملاء الأمريكيين إذا قامت الشركات الأمريكية التي تستوردها بإلغاء الضرائب المتزايدة على الواردات.

ستتأثر أيضًا جعة موديلو، والعديد من أنواع الجعة الأجنبية، بتوسيع تعريفة الألومنيوم، والتي ستشمل الجعة المعلبة بدءًا من 4 أبريل. يُصنّع معظم المشروبات في الولايات المتحدة - 64.1% - من العلب، وفقًا لمعهد الجعة.

وفي الوقت نفسه، زعم ممثلون عن صناعات المشروبات الروحية الأمريكية والكندية والمكسيكية في بيان مشترك أن المشروبات مثل البوربون، وويسكي تينيسي، والتكيلا، والويسكي الكندي "لا يمكن إنتاجها إلا في البلدان المخصصة لها".

وبالتالي، نظراً لضرورة تصنيع هذه المنتجات في هذه المواقع، فقد تتأثر الإمدادات، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

كما هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 200% على الكحول من الاتحاد الأوروبي ، وهو ما قد يجعل النبيذ الإسباني أو الشمبانيا الفرنسية أو البيرة الألمانية أكثر تكلفة بالنسبة للأمريكيين، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان سيتم تنفيذ هذا الأمر.

المنازل

تستورد الولايات المتحدة نحو ثلث الأخشاب اللينة التي تحتاجها من كندا كل عام، ومن الممكن أن تتأثر مواد البناء الرئيسية هذه بالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

قال ترامب إن الولايات المتحدة لديها "كمية من الأخشاب أكبر مما نستخدمها على الإطلاق".

ومع ذلك، أعربت الجمعية الوطنية لبناة المنازل عن "مخاوف جدية" من أن الرسوم الجمركية على الأخشاب قد تزيد من تكلفة بناء المنازل - والتي تصنع في الغالب من الخشب في الولايات المتحدة - وقد تؤدي أيضا إلى إحجام المطورين عن بناء منازل جديدة.

وقالت الرابطة الوطنية لبناة المساكن إن "المستهلكين ينتهي بهم الأمر إلى دفع الرسوم الجمركية في صورة ارتفاع أسعار المساكن".

وقد تتأثر الواردات من بقية العالم أيضًا.

في الأول من مارس، أمر ترامب بإجراء تحقيق بشأن ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة فرض رسوم جمركية إضافية على معظم واردات الأخشاب والأخشاب، بغض النظر عن بلد المنشأ، أو خلق حوافز لتعزيز الإنتاج المحلي.

ومن المقرر أن تظهر النتائج بحلول نهاية عام 2025.

شراب القيقب

تمثل صناعة شراب القيقب في كندا، والتي تبلغ قيمتها مليار دولار، 75% من الإنتاج العالمي.

يتم إنتاج الجزء الأكبر من هذا المنتج الحلو - حوالي 90% - في مقاطعة كيبيك، حيث تم إنشاء الاحتياطي الاستراتيجي الوحيد في العالم من شراب القيقب قبل 24 عامًا.

قال توماس سامبسون من كلية لندن للاقتصاد: "سيصبح شراب القيقب أكثر تكلفة. وهذه زيادة مباشرة في الأسعار ستواجهها الأسر".

وأضاف "إذا اشتريت سلعًا يتم إنتاجها محليًا في الولايات المتحدة، ولكنها [تستخدم] مدخلات من كندا، فإن سعر تلك السلع سيرتفع أيضًا".

أسعار الوقود

كندا هي أكبر مورد أجنبي للنفط الخام إلى أمريكا.

وبحسب أحدث أرقام التجارة الرسمية، فإن 61% من النفط المستورد إلى الولايات المتحدة بين يناير ونوفمبر 2024 جاء من كندا.

في حين فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 25% على معظم السلع المستوردة من كندا، فإن قطاع الطاقة الكندي يواجه معدلاً أقل يبلغ 10%.

لا تعاني الولايات المتحدة من نقص في النفط، ولكن مصافيها مصممة لمعالجة ما يسمى بالنفط الخام "الأثقل" - أو الأكثر سمكًا - والذي يأتي في الغالب من كندا، وبعضه من المكسيك.

"تحتاج العديد من المصافي إلى النفط الخام الأثقل لتحقيق أقصى قدر من مرونة إنتاج البنزين والديزل ووقود الطائرات"، وفقًا لمصنعي الوقود والبتروكيماويات الأمريكيين.

وهذا يعني أنه إذا قررت كندا خفض صادراتها من النفط الخام رداً على الرسوم الجمركية الأمريكية، فقد يؤدي ذلك إلى رفع أسعار الوقود.

الأفوكادو

تنمو شجرة الأفوكادو بشكل جيد في المناخ المكسيكي.

حوالي 90% من الأفوكادو المستهلك في الولايات المتحدة يأتي من المكسيك .

حذرت وزارة الزراعة الأمريكية من أن الرسوم الجمركية على الفواكه والخضراوات المكسيكية قد تؤدي إلى زيادة تكلفة الأفوكادو.

وقد تصبح الأطباق ذات الصلة مثل الغواكامولي أكثر تكلفة أيضًا.