• الرئيسية
• تقارير وتحقيقات

في خطوة لافتة، شهدت مصر والصين أول مناورات جوية مشتركة بينهما تحت اسم "نسور الحضارة 2025"، والتي انطلقت في منتصف أبريل 2025 وتستمر حتى أوائل مايو. ورغم أن الحدث لم يحظَ بتغطية إعلامية واسعة، إلا أن تصريحًا مقتضبًا من صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، أشار إلى أن مصر ستتمكن من "مراقبة قدرات الطائرات العسكرية الصينية عن كثب"، مما أثار موجة من التكهنات بين المحللين العسكريين حول إمكانية سعي القاهرة لاقتناء المقاتلة الشبحية J-20.​

تعاون عسكري غير مسبوق بين مصر والصين

أعلنت وزارة الدفاع الصينية عن إجراء مناورات "نسور الحضارة 2025" بالتعاون مع القوات الجوية المصرية، وهي الأولى من نوعها بين البلدين. تهدف هذه التدريبات إلى تعزيز التعاون العملي وبناء الثقة المتبادلة بين الجانبين. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل محددة حول الطائرات المشاركة، إلا أن الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها أظهرت مشاركة طائرات J-10C، وطائرات الإنذار المبكر KJ-500، وطائرات النقل الاستراتيجية Y-20، بالإضافة إلى طائرات ميج-29M/M2 المصرية.​

التحول في سياسة التسليح المصرية

لطالما اعتمدت مصر على الولايات المتحدة كمصدر رئيسي للتسليح، حيث تمتلك أكثر من 200 مقاتلة F-16. إلا أن القيود الأمريكية على بعض الأسلحة المتقدمة، مثل صواريخ AIM-120 AMRAAM، دفعت القاهرة إلى تنويع مصادر تسليحها، متجهة نحو روسيا وفرنسا، والآن الصين. فقد أبرمت مصر صفقات لشراء مقاتلات ميج-29M2 من روسيا ورافال من فرنسا، كما أبدت اهتمامًا بالمقاتلة الصينية J-10C، التي تتميز برادار AESA وقدرة على حمل صواريخ PL-15، وتُعد خيارًا مناسبًا من حيث التكلفة مقارنةً بـ F-16.​

هل تسعى مصر لاقتناء المقاتلة الشبحية J-20؟

رغم عدم وجود تأكيد رسمي على مشاركة المقاتلة J-20 في المناورات، إلا أن تصريح "جلوبال تايمز" حول "مراقبة القدرات" أثار تكهنات حول اهتمام مصر بهذه المقاتلة المتقدمة. تُعد J-20، المعروفة باسم "التنين العظيم"، مقاتلة شبحية من الجيل الخامس، صُممت لمنافسة F-22 وF-35 الأمريكية. تتميز بتقنيات متقدمة، مثل الرادار النشط AESA، وقدرة على الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت دون الحاجة إلى حارق لاحق. ورغم أن تصدير J-20 لا يزال محدودًا، إلا أن اهتمام مصر بها قد يُشير إلى رغبتها في تحقيق توازن استراتيجي مع دول الجوار، خاصةً المغرب، الذي يُقال إنه يسعى لاقتناء F-35.​

أهمية المناورات في تعزيز التعاون العسكري

تُعد مناورات "نسور الحضارة 2025" فرصة لمصر لتقييم القدرات العسكرية الصينية عن كثب، مما قد يُمهّد الطريق لصفقات تسليح مستقبلية. كما تُعزز هذه التدريبات من قدرة القوات الجوية المصرية على العمل في بيئات متنوعة، وتُتيح لها الاطلاع على التكتيكات والتقنيات الحديثة التي تستخدمها الصين. من جانبها، تسعى الصين من خلال هذه المناورات إلى توسيع نفوذها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، والترويج لأسلحتها المتقدمة في الأسواق التي تواجه قيودًا من الموردين الغربيين.​

تداعيات إقليمية ودولية

تُشير هذه المناورات إلى تحول في التوازنات العسكرية في المنطقة، حيث تسعى مصر إلى تنويع مصادر تسليحها وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة. كما تُعزز هذه الخطوة من مكانة الصين كبديل موثوق في سوق الأسلحة العالمية، خاصةً في ظل القيود السياسية التي تفرضها الدول الغربية على صادراتها العسكرية. ومن المتوقع أن تراقب دول الجوار، مثل إسرائيل ودول الخليج، هذه التطورات عن كثب، نظرًا لتأثيرها المحتمل على التوازنات العسكرية في المنطقة.​

تمثل مناورات "نسور الحضارة 2025" خطوة استراتيجية لمصر في سعيها لتحقيق استقلالية أكبر في مجال التسليح، وتنويع شراكاتها العسكرية. ورغم عدم وجود تأكيدات رسمية حول اهتمامها بالمقاتلة J-20، إلا أن هذه المناورات تُتيح لها فرصة فريدة لتقييم القدرات العسكرية الصينية، وقد تُمهّد الطريق لصفقات تسليح مستقبلية تُعزز من قدراتها الدفاعية.​