الإثنين 21 أبريل 2025 10:33 مـ 22 شوال 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

”نسور الحضارة 2025”.. المناورات المصرية الصينية تثير مخاوف إسرائيلية

الإثنين 21 أبريل 2025 06:40 مـ 22 شوال 1446 هـ
جانب من التدريب المصري الصيني المشترك
جانب من التدريب المصري الصيني المشترك

تشهد العلاقات بين مصر وإسرائيل توترًا غير مسبوق منذ بداية الحرب على قطاع غزة، حيث يواصل الإعلام العبري التحريض ضد القاهرة، متهمًا إياها بـ"تعريض اتفاق السلام للخطر" بسبب موقفها الرافض لتهجير سكان غزة إلى سيناء. وتصاعدت هذه الحملة مع نشر تقارير عن تعزيزات عسكرية مصرية في سيناء، بالإضافة إلى إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الصين تحت مسمى "نسور الحضارة-2025".

"خرق اتفاق السلام"

أعربت دوائر إسرائيلية عن قلقها من التحركات المصرية الأخيرة في سيناء، والتي شملت نشر قوات وعتاد عسكري إضافي، ووصفتها بأنها "خطر على الأمن الإسرائيلي". وزعمت تقارير إسرائيلية نشرتها صحيفة معاريف العبرية، أن هذه الخطوة تمثل "انتهاكًا لاتفاقية السلام" الموقعة بين البلدين، والتي تفرض قيودًا على الوجود العسكري المصري في سيناء.

وترى إسرائيل أن هذه التعزيزات تأتي في إطار مخاوف مصرية من "تدفق لاجئين فلسطينيين من غزة إلى سيناء" نتيجة الحرب الدائرة في القطاع، وهو السيناريو الذي ترفضه مصر بشدة، مؤكدةً أن أي تهجير قسري للسكان سيعني "تصفية القضية الفلسطينية".

"نسور الحضارة-2025"

وكان المتحدث العسكري للقوات المسلحة قد أعلن عن انطلاق فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك "نسور الحضارة-2025"، والذي يُجرى بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات، ويتم تنفيذه على مدار عدة أيام بإحدى القواعد الجوية المصرية.

وأوضح البيان الرسمي أن التدريب يشمل:

  • محاضرات نظرية وعملية لتوحيد المفاهيم القتالية بين الجانبين

  • طلعات جوية مشتركة

  • تدريبات على أعمال التخطيط وإدارة المعارك الجوية

  • تبادل الخبرات وتطوير المهارات لتعزيز كفاءة القوات المشاركة

وجاء في البيان أن هذا التدريب يأتي "في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والصينية"، دون أي إشارة إلى الجانب الإسرائيلي أو الأوضاع الإقليمية.

مخاوف إسرائيلية من التعاون العسكري المصري الصيني

على الرغم من الطبيعة التدريبية المعلنة للتمرين، أثارت التقارير الإسرائيلية مخاوفها من مشاركة طائرات متطورة مثل مقاتلات J-10C الصينية، وطائرات التزود بالوقود YU-20، وطائرات الإنذار المبكر KJ-500، واصفة المناورات بأنها "غير مسبوقة" وتشكل تطوراً في التعاون الاستراتيجي بين القاهرة وبكين.

ونقلت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية عن خبير عسكري تأكيده أن هذه الطائرات تمثل "أسلحة الصين القتالية الرئيسية"، مما يعكس مستوى متقدماً من الشراكة العسكرية بين البلدين.

مصر تواصل تعزيز ترسانتها العسكرية

تواصل مصر سياسة تحديث ترسانتها العسكرية بشكل يتوافق مع احتياجاتها الدفاعية، حيث شهدت السنوات الأخيرة صفقات تسليح كبيرة مع روسيا وفرنسا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الصين في المجال العسكري.

ويرى محللون أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية أمن قومي واضحة، وليس بالضرورة كرسائل عدائية تجاه إسرائيل، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المضطربة. ومع ذلك، يصر الإعلام العبري على تفسير أي تطور عسكري مصري كـ"تهديد محتمل"، في استمرار لحملة التحريض ضد القاهرة.

استمرار الحملة الإعلامية الإسرائيلية

يواصل الإعلام العبري تصوير التعاون العسكري المصري الطبيعي مع دول مثل الصين على أنه "تحدٍ لإسرائيل"، متجاهلاً الطبيعة التدريبية المعلنة لتمرين "نسور الحضارة-2025".

في المقابل، تؤكد مصر أن جميع تحركاتها العسكرية، بما في ذلك التدريبات المشتركة، هي جزء من حقها السيادي في تعزيز دفاعاتها وتبادل الخبرات، دون استهداف أي طرف. كما ترفض أي محاولات لربط هذه الأنشطة بموقفها الثابت من رفض تهجير الفلسطينيين أو التخلي عن دورها التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية.