الإثنين 21 أبريل 2025 11:42 مـ 22 شوال 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

شهادة درامية من رئيس الشاباك: مواجهة غير مسبوقة مع نتنياهو

الإثنين 21 أبريل 2025 05:02 مـ 22 شوال 1446 هـ
رئيس الشاباك يهاجم نتنياهو في إفادته أمام المحكمة - اقرأ الخبر
رئيس الشاباك يهاجم نتنياهو في إفادته أمام المحكمة - اقرأ الخبر

في تطور مفصلي يعكس تصاعد الأزمة السياسية والأمنية داخل الكيان الإسرائيلي، قدم رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، اليوم الإثنين، إفادة مكتوبة إلى المحكمة العليا الإسرائيلية (البغتس) في إطار الالتماسات المقدمة ضد قرار إقالته. وأعلن في رسالة مرفقة أنه "سيعلن قريبًا جدًا عن موعد إنهاء مهامه".

اتهامات لرئيس الحكومة: تدخلات وضغوط سياسية

في الجزء العلني من الإفادة، والذي تم تقسيمه إلى عدة بنود، وجه رونين بار سلسلة من الانتقادات الحادة لسلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. من بين المزاعم الخطيرة، أكد بار أنه طُلب منه تسليم معلومات عن هوية ناشطي الاحتجاجات، وادعى أن نتنياهو أصر على مناقشة هذه القضايا معه دون وجود السكرتير العسكري أو كاتب الجلسة، وذلك لضمان عدم توثيق الحديث.

"محاولة فرض رواية مزورة"

اتهم بار نتنياهو بأنه مارس عليه ضغوطًا غير مسبوقة ومتكررة لتعديل شهادته في المحكمة. وقال إن رئيس الحكومة حاول فرض صيغة لرأي مهني يُنسب لجهاز الشاباك، من أجل التأثير على سير محاكمته. كما أشار إلى أن القضايا الحساسة المرتبطة بفضيحة "قطرجيت" قد تم التطرق إليها في الجزء السري من الإفادة، ما يعكس خطورة وحساسية تلك المعلومات.

السبب الحقيقي للإقالة؟ رفض الانصياع

أوضح بار أن ادعاء "فقدان الثقة" الذي ساقه نتنياهو كمبرر لإقالته، جاء فقط بعد رفضه الانصياع للضغوط السياسية المرتبطة بمحاكمته، وتحقيقات الوثائق السرية، وملف "قطرجيت"، وكذلك نتائج تحقيق داخلي للشاباك حول فشل 7 أكتوبر، والذي طالب فيه بإعادة النظر في السياسات الأمنية والسياسية، إلى جانب تأييده لإنشاء لجنة تحقيق رسمية. وكتب: "هذا التسلسل من الأحداث هو ما أدى إلى التغير في موقف نتنياهو مني، وهو السبب الجوهري للمطالبة بإنهاء ولايتي".

الإنذار الذي تم تجاهله: "التحذير وصل في الثالثة فجرًا"

وفي ما يتعلق بساعات ما قبل هجوم 7 أكتوبر، وهي القضية التي توجه فيها أصابع الاتهام إلى جهاز الشاباك، شدد بار على أن الادعاء بعدم إبلاغ نتنياهو هو "كذبة وتحريض مؤسسي ضدي وضد الجهاز". وقال إنه في فجر السادس من أكتوبر، تم تمرير معلومات استخبارية "غير اعتيادية" إلى الجيش، وفي الساعة الثالثة صباحًا وُزع إنذار إلى كل الجهات المختصة يُحذر من احتمال شن هجوم من قبل حماس. وفي الساعة الخامسة صباحًا، أمر بإبلاغ السكرتير العسكري لنتنياهو.

تحذيرات متكررة خلال الاحتجاجات: "حالة طوارئ أمنية"

أشار بار إلى أنه خلال عام 2023، وأثناء الاحتجاجات على خطة الإصلاح القضائي، حذر جهاز الشاباك من تفاقم الوضع الأمني. وفي أبريل من ذلك العام، أوصى الجهاز باتخاذ خطوات حازمة لوقف تآكل الردع. كما أبلغ نتنياهو عشية التصويت في الكنيست على إلغاء "سبب المعقولية" بأن الوضع الأمني خطير إلى درجة استدعت إطلاق "تحذير حرب" – وهو ما وصفه بار بأنه أمر غير مسبوق في تاريخ الجهاز.

مكتب نتنياهو يرد: "بار كاذب وفشل في منع المجزرة"

رد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية جاء سريعًا وهجومياً، إذ وصف الإفادة بأنها "مليئة بالأكاذيب وتكشف إخفاقاته". وقال البيان إن بار أخفق في إنذار المسؤولين السياسيين ليلة 7 أكتوبر، وإنه لم يبلغ رئيس الحكومة ووزير الدفاع بالمعلومات الاستخباراتية الخطيرة، وإن التنبيه للسكرتير العسكري جاء متأخرًا جدًا – بعد أكثر من ثلاث ساعات من حصول بار على المعلومات.

كما أشار البيان إلى تصريحات سابقة لبار في 5 أكتوبر، والتي قال فيها إن "تجديد التفاهمات مع حماس على قاعدة الهدوء مقابل التسهيلات يحمل إمكانيات للحفاظ على الاستقرار في القطاع". واتهمه البيان بأنه "الأب الحقيقي للإخفاق" ويجب أن يغادر منصبه فورًا.

"التحقيق منع الإقالة وليس العكس"

قال مكتب نتنياهو إن التلميح بأن الإقالة جاءت بسبب فتح تحقيق في "قطر-غيت" غير دقيق، بل على العكس، تم الحديث عن إقالة بار منذ نوفمبر 2024، أي قبل بدء التحقيق، ما يعني أن التحقيق استخدم كورقة لحمايته من الإقالة.

كما نفى المكتب أن يكون نتنياهو قد طلب تأجيل محاكمته، بل أصر على أن تتم في مواعيدها دون تأخير، واتهم بار بالفشل في مواجهة التحريض ضد نتنياهو وأعضاء الحكومة، بما في ذلك التهديدات بالقتل، والهجوم بالقنابل الضوئية على منزله في قيساريا.

المعارضة تهاجم: "نتنياهو خطر على أمن إسرائيل"

زعيم المعارضة يائير لابيد وصف إفادة بار بأنها "دليل على أن نتنياهو يمثل خطرًا على أمن إسرائيل"، وأضاف: "نتنياهو حاول استخدام الشاباك لملاحقة مواطنين، وتفكيك الديمقراطية، ودفن التحقيق في قطر-غيت". وشدد على أن "تعيين نتنياهو لرئيس الشاباك القادم يشكل خطرًا حقيقيًا على الدولة وعلى جميع مواطنيها".