الخميس 13 مارس 2025 01:48 مـ 13 رمضان 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

ترامب يشعل فتيل الحرب التجارية.. ما القصة؟

الثلاثاء 4 مارس 2025 01:58 مـ 4 رمضان 1446 هـ
ترامب
ترامب

أشعلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب فتيل حرب تجارية عالمية.

وردت الصين وكندا والمكسيك بإجراءات انتقامية، مما تسبب في تصعّيد التوترات الاقتصادية، وأطلق موجة من النزاعات الاقتصادية.

وفي تصعيد جديد للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حذرت الصين، الثلاثاء، من أنها ستتخذ "إجراءات مضادة" رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 20%.

وأعربت وزارة التجارة الصينية في بيان رسمي عن "استيائها الشديد" من هذه الخطوة، مؤكدة أنها "تعارضها بشدة"، وأنها لن تتوانى عن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها الاقتصادية.

وجاء هذا الموقف بعد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس ترامب وقع أمراً تنفيذياً يقضي بزيادة التعريفات الجمركية من 10% إلى 20%، مبرراً القرار بفشل بكين في كبح تجارة مخدر الفنتانيل، المادة الأفيونية الصناعية القاتلة التي تقول واشنطن إنها مسؤولة عن وفاة نحو 75 ألف أميركي سنوياً.

لطالما استخدم ترامب الرسوم الجمركية كأداة للضغط في المفاوضات التجارية، مشدداً خلال حملته الانتخابية على أن هذه السياسات ستساعد في إعادة التوازن للميزان التجاري الأميركي، إضافة إلى تمويل تخفيضات ضريبية للمواطنين الأميركيين.

لكن القرار الأميركي الأخير يفاقم الصراع التجاري بين واشنطن وبكين، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية عالمية، لا سيما في ظل التقارير التي تشير إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية على الصين تؤثر بشكل مباشر على سلاسل التوريد العالمية وأسواق المال الدولية.

وفيما تتجه الأنظار إلى الرد الصيني المرتقب، تتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا التصعيد إلى مزيد من الاضطرابات الاقتصادية في الأسواق العالمية.

كما هدد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بفرض رسوم مماثلة للرسوم الجمركية الأمريكية المنتظرة على بلاده، بنسبة 25% على واردات أمريكية تصل قيمتها إلى 155 مليار دولار.

تراجعت الأسواق الآسيوية يوم الثلاثاء بشكل ملحوظ، متأثرةً بدخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الصين وكندا والمكسيك حيز التنفيذ، في خطوة أثارت قلق المستثمرين وزادت المخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية العالمية.

سجلت المؤشرات العالمية خسائر حادة، حيث انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 1.6%، بينما تراجع هانغ سينغ بنسبة 0.4%، في حين فقد ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) نحو 1.8% من قيمته، وتكبّد ناسداك خسائر بلغت 2.6%، في انعكاس واضح لمخاوف الأسواق من التداعيات السلبية للقيود التجارية الجديدة.

وعلى الرغم من هذه التراجعات، استقرت العقود الآجلة الأمريكية على ارتفاع طفيف بنسبة 0.2%، مما يشير إلى احتمال حدوث استقرار نسبي لاحقًا خلال اليوم.

واجهت أسواق العملات ضغوطًا قوية مع تصاعد التوترات، حيث تراجع الدولار الكندي والبيزو المكسيكي أمام الدولار الأمريكي، بينما شهد اليوان الصيني بعض التعافي بعد تدخل البنك المركزي الصيني لدعمه عقب تسجيله أدنى مستوياته منذ فبراير. كما فقدت البيتكوين زخمها، متراجعةً إلى 84,220 دولارًا بعد أن لامست 95,000 دولار مطلع الأسبوع.

أما في أسواق المعادن والطاقة، فقد انخفض الذهب بنسبة 0.2% ليستقر عند 2,889 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت أسعار النفط، حيث هبط خام برنت إلى 70.97 دولارًا للبرميل، وانخفض الخام الأمريكي (WTI) إلى 67.87 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف من تراجع الطلب العالمي بسبب الرسوم الجمركية الجديدة.

ورغم الأجواء المتوترة، أظهرت الأسواق بعض التفاؤل الحذر بعد أن اتخذت الصين ردودًا محسوبة، حيث تجنبت التصعيد المباشر واكتفت بإجراءات رمزية لحفظ ماء الوجه، مما يُبقي باب المفاوضات مفتوحًا ويقلل من احتمالية اندلاع مواجهة اقتصادية شاملة بين أكبر اقتصادين في العالم.