3 أعوام من الصراع.. هل تحقق أوكرانيا المفاجآة في الحرب الضروس؟

تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث على التوالي، فيما يُخطط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخطط لمفاجآة روسيا الآونة المقبلة، وسط مساعي أمريكية أوروبية لفرض السلام في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي إنه فخور بـ”البطولة المطلقة” التي أظهرها الشعب الأوكراني في الصمود في وجه ثلاث سنوات من العدوان الروسي غير المبرر، وذلك بينما اجتمع القادة الأوروبيون في كييف أمس الإثنين لإحياء الذكرى الثالثة لحرب موسكو الشاملة.
وامتنعت الولايات المتحدة يوم الاثنين عن التصويت على قرارها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد إضافة عدة تعديلات لتعزيز اللغة ضد روسيا وإعادة التأكيد على سلامة أراضي أوكرانيا.
ثم اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار المعدل، الذي تضمن لغة جديدة تلوم روسيا على الغزو.
ولم يصف مشروع القرار الأصلي روسيا بأنها المعتدي في الحرب ولم يعترف بسلامة أراضي أوكرانيا.
في الأسبوع الماضي، بعد عدم دعوة أوكرانيا لحضور المحادثات الأمريكية الروسية في المملكة العربية السعودية، ردد الرئيس دونالد ترامب معلومات مضللة من الكرملين حول كيفية بدء الحرب في أوكرانيا ووصف زيلينسكي فيما بعد بالديكتاتور. عقد الزعماء الأوروبيون اجتماعا طارئا في باريس، حيث تصارعوا لأول مرة منذ عقود حول كيفية تعزيز أمن القارة دون مساعدة الولايات المتحدة.
وبالعودة إلى الأوقات التي سبقت 24 فبراير 2022، قالت كاترينا أندريفا، وهي موظفة بنك تبلغ من العمر 35 عاما، إن أوكرانيا أصبحت الآن "دولة مختلفة تماما"، مع "أشخاص مختلفين تماما".
وقالت أندريفا، التي لديها طفل من جندي يقاتل حاليا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا: "لقد مررنا بتحول كبير للغاية ونمر به كل يوم في أفعالنا، وفي أفكارنا، وفي أهدافنا على سبيل المثال".
ومع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه في مواجهة تحدٍّ مزدوج، فإلى جانب استمرار المعارك الميدانية، يواجه ضغوطًا سياسية ودبلوماسية متزايدة، خاصة مع سعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى فرض اتفاق سلام سريع بشروط تصب في مصلحة موسكو.
وأكد زيلينسكي، في تصريحات سابقة، رفضه القاطع لأي محادثات تجري "خلف ظهر أوكرانيا"، في إشارة إلى محادثات غير رسمية بين واشنطن وموسكو حول إنهاء الحرب.
كما رفض خطة ترامب التي تنص على تقديم مساعدات بقيمة 500 مليار دولار مقابل منح الولايات المتحدة حقوقًا في المعادن الأوكرانية، وهو ما اعتبره "تنازلًا غير مقبول" عن سيادة بلاده.
وتذهب تقارير غربية، أبرزها من مجلة ذا نيو ستايتسمان، إلى أن ترامب لا يسعى فقط إلى إنهاء الحرب وفق شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل يعمل أيضًا على إضعاف زيلينسكي وإخراجه من المشهد السياسي الأوكراني.
ورغم تصاعد التحديات، لا تزال أوكرانيا تحظى بدعم قوي من حلفائها الغربيين، فقد زارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، كييف في الذكرى الثالثة للغزو الروسي، تعبيرًا عن التضامن مع أوكرانيا.