الأربعاء 19 مارس 2025 08:03 مـ 19 رمضان 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

تحقيق يكشف: هكذا ساهم ستارمر في قصف ترامب الدموي لليمن

الأربعاء 19 مارس 2025 04:23 مـ 19 رمضان 1446 هـ
كير ستارمر وترامب شركاء في العدوان على اليمن - اقرأ الخبر
كير ستارمر وترامب شركاء في العدوان على اليمن - اقرأ الخبر

كشفت معلومات حصرية أن بريطانيا قدمت دعماً جوياً للطائرات الأمريكية خلال الغارات الجوية على اليمن التي أسفرت عن استشهاد 53 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وفقا لتحقيق استقصائي قام به موقع ديكلاسيفايد البريطاني.

أكدت مصادر أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أشرك القوات المسلحة البريطانية بهدوء في قصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لليمن نهاية الأسبوع الماضي.

قامت طائرة التزود بالوقود من طراز فوياجر التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) برحلتين من قاعدة أكروتيري في قبرص إلى شمال البحر الأحمر لدعم حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان.

شنت حاملة الطائرات الأمريكية عدة موجات من الغارات الجوية على أنحاء اليمن يومي السبت والأحد، في أكبر عملية عسكرية لترامب منذ عودته إلى منصبه.

تصاعد العمليات العسكرية وتحذيرات ترامب

في منشور على منصته "تروث سوشيال"، وجه ترامب تهديداً مباشراً لجماعة الحوثي قائلاً:
"سوف تمطر عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل!"

تعتبر هذه المرة الأولى التي يشارك فيها ستارمر في الغارات الجوية على اليمن منذ وصول حزب العمال إلى السلطة، على الرغم من أن سلاح الجو الملكي لم يعلن عن مشاركته في العمليات.

مسار الطائرة البريطانية ودورها في الغارات

تشير بيانات تتبع الرحلات الجوية المتاحة للعامة إلى أن يوم السبت 15 مارس، أقلعت طائرة فوياجر التابعة لسلاح الجو الملكي من قاعدة أكروتيري في الساعة 17:49 بالتوقيت العالمي، متجهةً جنوبًا إلى البحر الأحمر.

وصلت الطائرة إلى منطقة جنوب جدة، قبالة السواحل السعودية، حيث كانت السفن الحربية الأمريكية متمركزة، وذلك حوالي الساعة 19:20 بالتوقيت العالمي.

قضت طائرة فوياجر KC2، التي تحمل أكثر من مائة طن من الوقود، أكثر من ساعتين في موقع حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان.

تم تسجيل أولى الضربات الجوية في اليمن حوالي الساعة 17:15 بالتوقيت العالمي، واستمرت لأكثر من خمس ساعات متواصلة.

بريطانيا تؤكد دعمها للعمليات الأمريكية

أكد مصدر دفاعي لـDeclassified أن "المملكة المتحدة قدمت دعمًا روتينيًا للتزود بالوقود جوًا للحلفاء، للمساعدة في الدفاع الذاتي عن حاملة الطائرات الأمريكية في المنطقة التي انطلقت منها الضربات الجوية."

الضحايا المدنيون ومشاهد الدمار

أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 27 مدنياً وإصابة 22 آخرين خلال الليلة الأولى من الغارات الجوية الأمريكية، التي استهدفت سبع محافظات يمنية.

بثت قناة المسيرة التابعة للحوثيين لقطات مروعة لأطفال محترقين بشدة ويتلقون رعاية طبية، والذين يُعتقد أنهم من ضحايا الغارات في محافظة صعدة.

استهداف مواقع حوثية رئيسية

استهدفت الغارات الأمريكية أيضًا مبنى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، المعروف باسم المكتب السياسي، في شمال العاصمة صنعاء.

صرح مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، في مقابلة مع شبكة ABC News بأن الغارات أدت إلى مقتل العديد من قادة الحوثيين.

استمرار الضربات الجوية في اليوم التالي

كررت طائرة فوياجر رحلتها من قبرص إلى شمال البحر الأحمر مساء يوم 16 مارس، لتقديم دعم إضافي للغارات الجوية الأمريكية.

شنت الولايات المتحدة ليلة ثانية من الضربات يوم الأحد، مستهدفةً جسر سفينة الشحن "جالاكسي ليدر"، التي استولى عليها الحوثيون في نوفمبر 2023، أثناء رسوها في ميناء الحديدة، بالإضافة إلى شن ضربات أخرى على محافظة الجوف الشمالية.

بحلول يوم الاثنين، أعلنت وزارة الصحة في العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، أن عدد القتلى ارتفع إلى 53 شخصًا، بينهم 5 أطفال وامرأتان.

موجة احتجاجات ضد استخدام بريطانيا لقبرص

تأتي هذه الضربات بعد أسابيع من الاحتجاجات التي شهدتها قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي في قبرص، حيث ندد المتظاهرون باستخدام بريطانيا للجزيرة كقاعدة لانطلاق العمليات العسكرية في الشرق الأوسط.

تحولات في الموقف الشعبي اليمني

قال أحد سكان جنوب اليمن، الذي لا يخضع للحوثيين، لـDeclassified إن المشاعر في المناطق المناهضة للحوثيين تغيرت بشكل ملحوظ خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأوضح أن هناك دعماً متزايدًا لموقف الحوثيين ضد إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، رغم أن الجنوبيين يقاتلون الحوثيين منذ عام 2015.

قال الرجل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام من السلطات:
"لا يُفاجئنا دعم بريطانيا لأمريكا في هذه الهجمات. هنا، في الجنوب، لدينا تاريخنا الخاص مع البريطانيين أثناء الاستعمار."

وأضاف:
"لكن، سواء بمساعدة بريطانيا أم بدونها، لا يمكن لأمريكا التخلص من الحوثيين بالقوة. فهم جزء من المجتمع اليمني ونسيج السياسة في البلاد. وكلما استمرت الغارات، سيزداد الدعم للحوثيين بسبب مقاومتهم للولايات المتحدة والمملكة المتحدة."

تصاعد التوترات رغم اتفاقات وقف إطلاق النار

تعد هذه الضربات الأمريكية تصعيدًا كبيرًا وأكبر موجة قصف تشهدها اليمن منذ إنهاء السعودية لحملتها العسكرية في مارس 2022.

لكن هذه الغارات تأتي كامتداد للعمليات الجوية المشتركة التي شنتها إدارة بايدن تحت شعار عملية "بوسيدون آرتشر"، بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك.

منذ يناير 2024، نفذت القوات الأمريكية والبريطانية أكثر من 300 ضربة جوية، أدت إلى مقتل 21 مدنيًا وإصابة 64 آخرين.

آخر الضربات الأمريكية في اليمن وقعت قبل ساعات فقط من وقف إطلاق النار في غزة يوم 19 يناير.

ردود الحوثيين وتصاعد المواجهات

حذر زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، مرارًا في خطاباته الأسبوعية من أن الهجمات ستُستأنف إذا انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

عندما فرضت إسرائيل حصارًا على غزة في أوائل مارس، منع الحوثيون السفن المرتبطة بإسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر حتى يتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

في 7 مارس، أمهل الحوثيون إسرائيل أربعة أيام لإنهاء الحصار، لكن عندما لم تستجب، أعلن الحوثيون استئناف استهداف السفن الإسرائيلية.

رغم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الضربات الأمريكية تستهدف وقف هجمات الحوثيين على الملاحة العالمية، لم يستهدف الحوثيون أي سفينة تجارية لمدة أربعة أشهر قبل الهجمات الأمريكية الأخيرة.

الحوثيون: بريطانيا تساعد في العدوان

اتهم المكتب السياسي للحوثيين الولايات المتحدة بأنها تشن هذه الغارات نيابة عن إسرائيل، فيما رد الحوثيون بإطلاق أكثر من 12 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرات مسيرة على حاملة الطائرات USS Harry S. Truman، لكن الولايات المتحدة قالت إنها اعترضتها جميعًا.

صرح المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، عبر منصة إكس:
"الغارات الجوية الأمريكية تعيد عسكرة البحر الأحمر، وهو الخطر الحقيقي على الملاحة الدولية في المنطقة."

وفي تصريح آخر، قال القيادي الحوثي محمد البخيتي:
"بريطانيا تساعد أمريكا على شن المزيد من الهجمات، مما يجعلها شريكة في العدوان على اليمن والإبادة في غزة."