الإثنين 17 مارس 2025 03:08 مـ 17 رمضان 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

تيك توك يتحدى إجراءات ترامب بشأن التهريب على حدود المكسيك

الإثنين 17 مارس 2025 11:59 صـ 17 رمضان 1446 هـ
تيك توك وترامب
تيك توك وترامب

في ظل تشديد القيود على الحدود الأمريكية مع المكسيك بقرارات من الرئيس دونالد ترمب منذ بداية ولايته الجديدة في يناير الماضي، تراجعت محاولات الهجرة غير الشرعية إلى مستويات غير مسبوقة.

ومع ذلك، تمكن المهربون من التكيف مع الواقع الجديد باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تطبيق "تيك توك"، الذي تحول إلى أداة رئيسية لتجاوز الإجراءات الأمنية واستقطاب المهاجرين.

وفقًا لتحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس"، طوعت شبكات التهريب التكنولوجيا الحديثة لتوسيع نطاق وصولها إلى المهاجرين، متجاوزة الأساليب التقليدية التي اعتمدت سابقًا على وسطاء محليين.

وأصبح التطبيق منصة رئيسية للإعلانات الترويجية لرحلات الهجرة غير الشرعية، حيث تنتشر مقاطع فيديو قصيرة لا تتجاوز 30 ثانية، تُظهر طرق العبور الحدودية، وغالبًا ما تترافق مع عبارات مثل: "إذا لم تكن لديك تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، فثق بنا. سنوصلك بأمان".

أحد المهربين نشر مقطع فيديو كتب فيه: "بعون الله، سنواصل العمل لتحقيق أحلام الأجانب. رحلات آمنة" في حين صرحت "سواري"، وهي عضوة في شبكة تهريب تنقل المهاجرين من سيوداد خواريز إلى إل باسو بولاية تكساس: "في هذا المجال، عليك تغيير تكتيكاتك باستمرار"، مشيرة إلى أن الشعبية الكبيرة لتطبيق "تيك توك" جعلته أكثر فائدة في استقطاب المهاجرين.

مثل العديد من المهربين، بدأت "سواري" باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع فيديو لمهاجرين وهم يعبرون الحدود، مما يمنح العملاء المحتملين ثقة أكبر.

سابقًا، كان المهربون يرسلون هذه المقاطع عبر "واتساب" كدليل على نجاح الرحلات، أما اليوم، فيتم نشرها علنًا على "تيك توك".

رغم أن إدارة التطبيق تؤكد أنها تحظر بشكل صارم أي محتوى مرتبط بتهريب البشر، إلا أن التحقيق يكشف أن المهربين لا يزالون يجدون طرقًا للتحايل على خوارزميات المراقبة.

شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية. بين عامي 2017 و2018، أنشأ نشطاء مجموعات ضخمة على "واتساب" لتنسيق القوافل المهاجرة من أمريكا الوسطى إلى الولايات المتحدة، قبل أن تتسلل إليها شبكات التهريب وتستخدم تطبيقات أخرى مثل "فيسبوك" و"إنستغرام".

كما كشفت دراسة أجرتها الأمم المتحدة عام 2023 أن 64% من المهاجرين يعتمدون على الهواتف الذكية والإنترنت خلال رحلاتهم، ما يعكس مدى تغلغل التكنولوجيا في مسارات الهجرة غير الشرعية.

في العامين الماضيين، تصاعد استخدام "تيك توك" في الترويج للهجرة، حيث انتشرت مقاطع فيديو لمهاجرين يعبرون الحدود ليلاً، أو لعائلات تخفي وجوهها أثناء رحلات التهريب، مرفقة برسائل مثل: "سنمر بكم عبر سيوداد خواريز، أينما كنتم. سنقفز على الأسوار، ونعبر الأنفاق، ونقطع المسافات الطويلة. بالغون، أطفال، وكبار السن".

مئات المقاطع تظهر كميات ضخمة من النقود، ومروحيات وطائرات يُزعم استخدامها في عمليات التهريب، إضافة إلى مشاهد لقطْع نباتات الصبار في الصحراء لاستخراج المياه منها، كإجراء طارئ للمهاجرين أثناء عبورهم.

يثير انتشار هذه الإعلانات غير المشروعة مخاوف السلطات الدولية، حيث حذرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن "الشبكات الإجرامية تزداد تعقيدًا ومراوغة، مما يصعّب على الحكومات التصدي لهذه الأشكال الجديدة وغير التقليدية من الجريمة".