أبو عطيوي يكتب: دحلان رجل غزة الأقوى ووحدة فتح بوابة الحلول الفلسطينية

يشهد الواقع الفلسطيني تعقيدات غير مسبوقة، حيث باتت الضفة الغربية، وخاصة مخيماتها، تعيش وضعًا لا يختلف كثيرًا عن قطاع غزة بعد أكثر من 470 يومًا من الحرب.
فالاقتحامات اليومية، والقصف، وعمليات الهدم والتهجير، جعلت المشهد الفلسطيني أكثر قتامة، مما يهدد بحدوث كارثة إنسانية طويلة الأمد.
واقع معقد وصراعات متداخلة
في ظل هذا التصعيد، يبدو أن الأفق السياسي مغلق تمامًا أمام أي حلول قد تساهم في التخفيف من الأزمة.
فالصراع الداخلي الفلسطيني، والانقسام المستمر منذ 17 عامًا بين غزة والضفة، إضافة إلى القرارات الإسرائيلية المتشددة والتهديدات الأمريكية المتواصلة، كلها عوامل زادت من تعقيد الوضع. كما أن تعثر المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى والدخول في المرحلة الثانية من الاتفاقية يزيد الأمور تعقيدًا، خاصة مع تلويح إسرائيل بفتح جبهة جديدة مع إيران، مما قد يؤدي إلى مزيد من التشابك الإقليمي.
رهانات على الحلول العربية والدولية
على الرغم من الواقع المظلم، جاءت قمة القاهرة الطارئة كمحاولة لإيجاد مخرج للأزمة، حيث وضعت الخطة المصرية تصورًا واضحًا لمستقبل غزة. غير أن التعنت الإسرائيلي والدعم الأمريكي المطلق لحكومة نتنياهو يعيقان تنفيذ أي حلول عملية.
ويبقى الحل الوحيد المطروح هو تدخل القوى العالمية لفرض رؤية جديدة قائمة على حل الدولتين، وإجبار إسرائيل على احترام الاتفاقات الدولية ووقف تصعيدها في الضفة والقدس.
محمد دحلان.. الرجل الأقوى في غزة؟
في ظل هذه الفوضى، برز اسم القيادي الفلسطيني محمد دحلان كأحد أبرز الشخصيات القادرة على لعب دور محوري في إعادة ترتيب المشهد الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة. فعلى مدار السنوات الماضية، كان دحلان حاضراً بقوة في المشهد الغزي، حيث قدم دعمًا مستمرًا للقطاع على الصعيدين الإنساني والسياسي، في وقت تخلى فيه الكثيرون عن غزة.
ورغم عدم توليه أي منصب رسمي، إلا أنه استطاع بناء علاقات إقليمية ودولية قوية، ما جعله شخصية مؤثرة وفاعلة في أي سيناريو مستقبلي يتعلق بغزة
هل يكون دحلان قائد المرحلة المقبلة؟
يبدو أن الكثير من سكان غزة باتوا ينظرون إلى دحلان باعتباره الشخص الأقدر على إدارة شؤون القطاع خلال المرحلة المقبلة، خاصة أنه يحظى بدعم شعبي واسع، كما أظهرت الاستطلاعات الأخيرة.
ومع تعثر الحلول السياسية التقليدية، قد يكون لدحلان دور رئيسي في أي ترتيبات سياسية أو اقتصادية قادمة، سواء من خلال إعادة توحيد الصف الفلسطيني أو تحسين الأوضاع المعيشية في غزة عبر شبكة علاقاته الإقليمية والدولية.
ولهذا بات من الضروري اليوم التأكيد على وحدة حركة فتح وإعادة شملها ولملمة صفوفها لأن في وحدة فتح وحدة الوطن بأكمله على طريق إنهاء الانقسام السياسي بين شطري الوطن واستعادة الوحدة الوطنية، لأن وحدة حركة فتح تعتبر بوابة الحلول الفلسطينية.
في النهاية يبقى المستقبل الفلسطيني رهين التطورات الإقليمية والدولية، لكن المؤكد أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة ترتيب للأوراق السياسية، خاصة في ظل البحث عن حلول جذرية تضع حدًا للأزمات المتفاقمة.
ومع استمرار التحديات، يظل محمد دحلان أحد الأسماء البارزة في أي سيناريو مستقبلي لغزة، فهل يكون بالفعل "المنقذ" الذي تنتظره غزة؟.