• الرئيسية
• الاقتصاد

شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا لليوم الثاني على التوالي، مسجلة أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل ضغوط مزدوجة ناتجة عن الزيادة المفاجئة في إنتاج تحالف "أوبك+"، إلى جانب تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ووفقًا لوكالة "بلومبرغ"، فقد خسر خام برنت، المؤشر العالمي الأبرز لأسعار النفط، أكثر من 10% من قيمته خلال يومين فقط، في حين هبطت العقود المستقبلية للنفط الأميركي إلى مستويات لم تُسجّل منذ مايو 2023، وسط مخاوف متزايدة بشأن تقلص الطلب العالمي على الخام.

أوبك+ تفاجئ السوق بزيادة غير متوقعة في الإنتاج

في خطوة أثارت قلق المتداولين، أعلن تحالف "أوبك+" عن زيادة إنتاجه النفطي بمعدل يفوق التوقعات بثلاثة أضعاف لما كان مخططًا لشهر مايو، وهو ما ساهم في زيادة المعروض بشكل كبير، في وقت يعاني فيه السوق بالفعل من مخاوف تتعلق بتراجع الطلب نتيجة السياسات الحمائية الأميركية.

التداعيات الاقتصادية لرسوم ترامب

وكانت إدارة ترامب قد أعلنت مؤخرًا عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية، شملت شركاء تجاريين رئيسيين، ما دفع المحللين إلى التحذير من تأثير سلبي مباشر على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي انخفاض استهلاك الطاقة، وهو ما انعكس فورًا على حركة أسعار النفط في الأسواق العالمية.

تخفيض التوقعات وتحذيرات من تقلبات قادمة

من جانبها، خفّضت مؤسسات مالية كبرى مثل "غولدمان ساكس" و"آي إن جي" توقعاتها لأسعار النفط خلال الفترة المقبلة. وذكر تقرير صادر عن "غولدمان ساكس" أن السوق يواجه خطرًا مزدوجًا من تصعيد السياسات الجمركية وزيادة غير مدروسة في الإمدادات، مرجحًا استمرار التقلبات السعرية وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي وربما دخول مرحلة ركود.

ضغوط سياسية على الإمدادات

رغم الانخفاضات، لا تزال مخاطر الإمدادات قائمة في ظل السياسة الأميركية القائمة على "الضغط الأقصى" تجاه بعض الدول المنتجة مثل إيران وفنزويلا. وحذر موكيش ساهدف، رئيس أسواق السلع العالمية في "ريستاد إنرجي"، من أن استمرار هذه الضغوط قد يؤدي إلى اضطرابات إضافية في السوق يصعب معها بقاء الأسعار منخفضة لفترة طويلة.

ويتابع المراقبون التطورات عن كثب، وسط حالة من الترقب بشأن الخطوات المقبلة لتحالف "أوبك+" وردود الفعل المحتملة من قبل واشنطن والدول الصناعية الكبرى.