• الرئيسية
• الاقتصاد

تراجعت معظم الأسواق الآسيوية وسط تصعيد جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بينما استطاعت الأسهم الصينية أن تفلت من موجة الهبوط الحاد، لتُسجل أداءً مفاجئًا ومغايرًا للاتجاه العام.

شهدت مؤشرات الأسهم في أستراليا وهونغ كونغ انخفاضات جماعية، وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر "S&P 500" بأكثر من 1.8%، كما هبط مؤشر الدولار الأميركي لليوم الثاني على التوالي. في المقابل، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 35 نقطة أساس خلال الأسبوع، في ظل نتائج ضعيفة للمزادات، ما قلل من جاذبيتها كملاذ آمن، وفقًا لما نقلته "بلومبرغ".

وتحولت مؤشرات الأسهم الصينية من خسائر حادة إلى مكاسب مفاجئة؛ إذ تراجع مؤشر "هانغ سنغ للشركات الصينية" بنسبة 4.4% خلال الجلسة الصباحية، قبل أن يُغلق على ارتفاع طفيف، كما هبط مؤشر "CSI 300" المحلي بنسبة 1.7% ثم عاود الصعود.

تصعيد تجاري ومخاوف ركود

جاء هذا التوتر في الأسواق عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عزمه المضي قدمًا في فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة تصل إلى 104% على المنتجات الصينية، ما زاد من المخاوف العالمية من انزلاق الاقتصاد نحو الركود.

وأثار تصعيد النزاع التجاري قلقًا واسعًا بين المستثمرين، وسط توقعات بأن يلجأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة رغم الضغوط التضخمية، في محاولة لاحتواء آثار الحرب التجارية المتفاقمة.

وقال تومو كينوشيتا، خبير الأسواق العالمية لدى "إنفيسكو" بطوكيو: "التصعيد الجمركي بين واشنطن وبكين يُضعف ثقة المستثمرين، ويزيد من حالة عدم اليقين تجاه الردود المتوقعة من الجانبين".

وفي الوقت نفسه، يُواصل ترمب تحركاته نحو فرض رسوم على حوالي 60 شريكًا تجاريًا، فيما تُجري واشنطن مفاوضات مع حلفائها لتحديد استثناءات محتملة. ورغم التفاؤل بإمكانية التوصل إلى صفقات، خاصة مع اليابان وكوريا الجنوبية، فإن مؤشرات الأسهم في البلدين تعرضت لخسائر كبيرة يوم الأربعاء، حيث تراجعت الأسواق اليابانية بنسبة 3%، بينما اقتربت الأسهم الكورية من منطقة السوق الهابطة.

وقالت كوي نغوين من "ريسيرش أفلييتس": "إلى أن تتضح الصورة، ستبقى الأسواق عالقة بين الأمل والخوف، وسط موجات متتابعة من التقلبات".

وول ستريت تتأرجح بشدة

في الولايات المتحدة، تواصلت الاضطرابات، حيث أغلق مؤشر "S&P 500" على تراجع بنسبة 1.6% يوم الثلاثاء، مسجلًا خسائر تجاوزت 12% منذ إعلان ترمب عن الرسوم الجديدة. وفي ذروة الهبوط، لامس المؤشر خسائر بنسبة 20% مقارنة بمستواه في فبراير، قبل أن يتعافى جزئيًا. وشهدت الجلسة تداول أكثر من 23 مليار سهم، في واحدة من أكثر الأيام ازدحامًا منذ سنوات.

وحذر استراتيجيان من "غولدمان ساكس"، دومينيك ويلسون وﭬيكي تشانغ، من أن تقلبات الأصول الأخيرة تستوجب مراقبة دقيقة لأي مؤشرات على توتر مالي، رغم أن الأسواق ما تزال تعمل بشكل طبيعي إلى حد كبير.