الجمعة 28 مارس 2025 11:29 مـ 28 رمضان 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

ابتكار صيني خطير.. جهاز يهدد 95% من كابلات الإنترنت في أعماق البحار

الثلاثاء 25 مارس 2025 11:27 مـ 25 رمضان 1446 هـ
جهاز جديد صممه مهندسون صينيون قادر على اختراق كابلات الاتصالات تحت الماء. - اقرأ الخبر
جهاز جديد صممه مهندسون صينيون قادر على اختراق كابلات الاتصالات تحت الماء. - اقرأ الخبر

في خطوة قد تؤثر على شبكات الاتصال والطاقة تحت سطح البحر على مستوى العالم، كشف مركز الأبحاث العلمية للسفن في الصين (CSSRC) بالتعاون مع المختبر الوطني الرئيسي للمركبات المأهولة في الأعماق، عن جهاز صغير قادر على قطع الكابلات وخطوط الطاقة في أعماق المحيطات.

يستهدف الجهاز الجديد الكابلات المدرعة المصنوعة من الفولاذ والمطاط والبوليمر، وهي الكابلات التي تنقل 95% من البيانات العالمية. ويستطيع الجهاز قطع هذه الخطوط على عمق يصل إلى 4000 متر (13,123 قدمًا)، أي ضعف عمق البنية التحتية الحالية للاتصالات تحت البحر. كما تم تصميمه ليكون متوافقًا مع الغواصات الصينية المتقدمة، سواء المأهولة مثل "فندوتشه" (Striver) أو غير المأهولة من سلسلة "هايدو".

مخاوف أمنية واستراتيجية

على الرغم من أن الجهاز تم تطويره في الأساس لأغراض الإنقاذ المدني والتعدين في قاع البحر، إلا أن استخدامه المزدوج يثير قلق الدول الأخرى. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي قطع الكابلات بالقرب من نقاط استراتيجية مثل جزيرة غوام—التي تعد جزءًا رئيسيًا من استراتيجية الدفاع الأمريكية في المحيط الهادئ—إلى تعطيل الاتصالات العالمية وإحداث أزمة جيوسياسية، وفقًا لصحيفة South China Morning Post.

وأوضحت الورقة البحثية التي نشرها فريق بقيادة المهندس هو هاولونغ، في مجلة المهندس الميكانيكي الصينية في 24 فبراير، أن الجهاز واجه تحديات تقنية كبرى بسبب ظروف الأعماق السحيقة. فعلى عمق 4000 متر، حيث يتجاوز الضغط المائي 400 ضغط جوي، تم تصميم الجهاز بهيكل من سبيكة التيتانيوم وختمات زيتية معوضة للضغط لمنع الانفجار أثناء الاستخدام المطول.

تصميم متطور لأداء فعال

تتسم الكابلات البحرية المدرعة بمقاومة عالية، حيث لا تستطيع الشفرات التقليدية قطعها بسهولة. ولهذا، طور فريق البحث عجلة طحن مغطاة بطبقة من الألماس بقطر 150 ملم (ستة إنشات) تدور بسرعة 1600 دورة في الدقيقة، مما يولد قوة كافية لتفتيت الفولاذ دون التسبب في اضطراب كبير للرواسب البحرية.

كما أن الجهاز مصمم ليعمل بكفاءة في البيئات محدودة الطاقة، إذ يحتوي على محرك بقوة كيلوواط واحد مع نظام تروس بنسبة 8:1، ما يحقق توازنًا بين العزم (ستة نيوتن-متر) والاستهلاك الطاقي. إلا أن الاستخدام المطول قد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. ولضمان الدقة أثناء التشغيل في بيئات ذات رؤية شبه معدومة، تم تزويد الجهاز بتقنيات تموضع متقدمة تتيح له محاذاة دقيقة مع الكابلات المستهدفة.

الصين وتعزيز نفوذها البحري

يمثل الكشف عن هذا الجهاز خطوة مهمة ضمن مساعي الصين لتوسيع وجودها في البنية التحتية البحرية. حيث تمتلك بكين الآن أكبر أسطول في العالم من الغواصات المأهولة وغير المأهولة، ما يمنحها القدرة على الوصول إلى جميع أنحاء المحيطات العالمية.

ويثير الجهاز الجديد مخاوف أمنية بسبب إمكانية تشغيله عبر منصات غير مأهولة، مما يتيح للصين استغلال نقاط الاختناق الاستراتيجية دون الحاجة إلى كشف مواقعها. وقد زادت هذه المخاوف خاصة بعد استهداف خط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي في قاع البحر خلال الحرب في أوكرانيا من قبل جهات غير معروفة.

ورغم الجدل المثار، يصر العلماء الصينيون على أن الجهاز، الذي أثبت قدرته على قطع كابلات بسُمك 60 ملم في التجارب، صُمم لدعم "تطوير الموارد البحرية"، في ظل توجه الدول بشكل متزايد نحو استغلال ثروات المحيطات.

ويعتبر هذا الابتكار جزءًا من استراتيجية الصين لتعزيز اقتصادها البحري، وترسيخ مكانتها كقوة بحرية عالمية. وفي إطار هذه الجهود، بدأت بكين الشهر الماضي في تشييد "محطة فضائية" تحت الماء في بحر الصين الجنوبي على عمق 2000 متر، مصممة لاستضافة ستة أفراد لمدة شهر كامل، في خطوة أخرى نحو تحقيق طموحاتها البحرية طويلة الأمد.

موضوعات متعلقة