أسعار النفط ترتفع مع استمرار الضربات الأمريكية ضد الحوثيين وتصاعد التوترات في البحر الأحمر

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، مدفوعة بتعهد الولايات المتحدة بمواصلة الضربات الجوية ضد جماعة الحوثي في اليمن، وذلك في محاولة لوقف هجماتهم على الملاحة الدولية.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 56 سنتًا أو 0.8%، لتصل إلى 71.14 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بالقيمة نفسها، لتصل إلى 67.74 دولارًا للبرميل.
تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتأثيره على السوق
تأتي هذه التطورات في أعقاب الغارات الجوية الأمريكية التي أسفرت، وفقًا لوزارة الصحة التابعة للحوثيين، عن مقتل 53 شخصًا على الأقل، في ما وصف بأنه أكبر حملة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه. ووفقًا لمسؤول أمريكي تحدث لوكالة "رويترز"، فإن هذه العمليات قد تستمر لأسابيع.
وقد أدت هجمات الحوثيين المتكررة على الملاحة في البحر الأحمر إلى اضطراب حركة التجارة العالمية، ما دفع الجيش الأمريكي إلى تنفيذ عمليات مكلفة لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تستهدف السفن.
تراجع المخاوف الاقتصادية يحدّ من مكاسب النفط
ورغم الارتفاع المسجل في أسعار النفط، إلا أن الأسواق شهدت بعض التراجع في المكاسب بعد تحقيق زيادة تجاوزت 1% في التعاملات الآسيوية المبكرة. وجاء هذا التراجع عقب إعلان الصين عن بيانات اقتصادية متباينة، حيث سجل الإنتاج الصناعي تباطؤًا خلال شهري يناير وفبراير، بينما شهدت مبيعات التجزئة ارتفاعًا طفيفًا.
وفي محاولة لدعم الاقتصاد المحلي، أعلن مجلس الدولة الصيني عن "خطة عمل خاصة" تهدف إلى تعزيز الاستهلاك والانتعاش الاقتصادي، وسط استمرار تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على بكين، أحد أبرز الشركاء التجاريين العالميين.
توقعات أسعار النفط وسط تحديات السوق
وفي سياق متصل، خفض محللو "جولدمان ساكس" توقعاتهم لأسعار النفط، مشيرين إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد ينمو بوتيرة أبطأ من المتوقع، نتيجة للرسوم الجمركية المفروضة على كندا والصين والمكسيك.
وتوقّع البنك الاستثماري أن يبلغ متوسط سعر خام برنت في ديسمبر 2025 حوالي 71 دولارًا للبرميل، بانخفاض قدره 5 دولارات عن التقديرات السابقة، في حين يتوقع أن يتراوح سعر برنت ما بين 65 إلى 80 دولارًا. كما خُفّضت التوقعات لعام 2026 إلى 68 دولارًا لبرميل برنت و64 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط.
وأضاف المحللون أن الطلب العالمي على النفط قد ينمو بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا سابقًا، بينما يُتوقع أن يفوق المعروض النفطي من منظمة "أوبك" وحلفائها (أوبك+) التقديرات الحالية.
في النهاية يظل سوق النفط في حالة ترقب مع استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتأثيرها المباشر على الإمدادات والأسعار، بينما تظل المخاوف الاقتصادية العالمية عاملًا رئيسيًا في تحديد الاتجاهات المستقبلية للأسواق.