الخميس 13 مارس 2025 07:21 مـ 13 رمضان 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

أميرة أبو شقة تكتب؛ الساحرة ”الشريرة”.. المستديرة سابقًا!

الخميس 13 مارس 2025 04:08 مـ 13 رمضان 1446 هـ
النائبة أميرة أبو شقة - اقرأ الخبر
النائبة أميرة أبو شقة - اقرأ الخبر

لم تنتهِ بعد الآثار المدويّة لإلغاء مباراة القمة بين الزمالك والأهلي في الدوري الممتاز لكرة القدم، التي كان من المقرر إقامتها مساء الثلاثاء الماضي، بعد تغيب فريق القلعة الحمراء عن أرض الملعب!

أياً تكن أسباب الانسحاب، فإن ما حدث يعد "مهزلة كروية" و"مشهدًا عبثيًا" يؤكد فشل جميع أطراف المنظومة الكروية، مما يستوجب محاسبة المسؤولين الذين يُفترض فيهم التصرف بحكمة ومسؤولية.

على مدار أيام، تابعنا بيانات تحاول التنصل من المسؤولية، لكنها في الحقيقة تدغدغ مشاعر الجماهير، وتُغذي التعصب، كما تُعزز انقسام المجتمع، الذي يعشق كرة القدم حد الهوس والجنون، في ظل ضعف القرارات وعدم احترام اللوائح والقوانين وصناعة كرة القدم.

ولعل ما أثار انتباهي، ما نشرته الصحافة العالمية عن مباراة القمة، وأبرزها ما عنونته صحيفة "ماركا" الإسبانية: "فضيحة في كرة القدم المصرية"، وهو أمر محزن للغاية يحتاج إلى وقفة فورية، حازمة وحاسمة.

ما أود التأكيد عليه هو أنني لست بصدد الحديث عن الأندية، بقدر ما أود الإشارة إلى أن الرياضة — أي رياضة في العالم — لها جماهير تنتمي إليها وتشجعها بحماس، لكن أن تتحول إلى تعصب ونكبة بدلًا من الاستمتاع بها، أو أن تكون سببًا في عزوف الجماهير عنها، فهذا أمر يتنافى مع مبادئ الرياضة.

لقد أصبحنا نعيش حالة متزايدة من الاحتقان والتعصب "الملون" في الوسط الرياضي المصري، لا يمكن إنكارها، وتنعكس آثارها المباشرة على الجماهير بمختلف توجهاتها وانتماءاتها، خصوصًا في كرة القدم.

المشهد الرياضي أصبح كارثيًا، ليس بسبب المباراة الملغاة فحسب، بل لأنها كشفت جراحًا غائرة ومرضًا سرطانيًا يجب استئصاله، بدلًا من المسكنات التي لم تعد تجدي نفعًا!

وبما أن الرياضة أخلاق قبل كل شيء، فهي ليست محصورة في كرة القدم، التي هي في الأساس مجرد "لعبة" للترويح عن النفس، نمارسها ونتابعها للاستمتاع فقط، وليست حربًا أو "خناقة" أو تصفية حسابات!

خلال الفترة الأخيرة، أصبحت الأزمات المرتبطة بعدم تطبيق اللوائح وتنفيذ القوانين حديث الرياضة صباحًا ومساءً، ويمارسها "مسؤولون" لا يدركون آثارها الداخلية والخارجية، فتحولت الرياضة من منافسة شريفة إلى حلبة صراع تتجاوز كل حدود المسؤولية والمهنية!

تلك الأزمات، التي لا تحدث إلا في مصر، باتت مسرحًا للاحتقان الجماهيري، وتبادل الاتهامات، وإصدار البيانات، وتفجير الأزمات، وخلق منصات للسباب والشتائم وحتى الخوض في الأعراض!

ما حدث يعد جرس إنذار، لأن الأمور لا تحتمل مزيدًا من الاحتقان، خصوصًا أن المشجع أصبح أذكى مما نتوقع، كما أن الجهل باللوائح والقوانين أصبح عيبًا تتسم به مؤسسات رياضية وإعلامية، مما يكرّس ثقافة اللاوعي المنتشرة بين بعض المنتسبين لتلك الكيانات!

لذلك، يجب الاعتراف بأنه ليس لدينا في مصر منظومة رياضية ناجحة تبرر كل هذا الضجيج والصراعات العبثية، التي لا يبدو أنها ستُسفر أبدًا عن منتصر أو مهزوم!

الضجيج المستمر خلال الأيام الماضية تجاوز كل الحدود، فتحولت الرياضة — خصوصًا كرة القدم — إلى مصنع للفتنة والتعصب والكراهية، وأصبحت وسيلة لتشويه الحقائق واختلاق الذرائع!

أخيرًا.. للأسف، بدلًا من التركيز على كل ما هو رياضي وتنافسي وإيجابي، بات هناك اهتمام متزايد بتأجيج التعصب والكراهية، مما أدى إلى تراجع الرياضة في مصر بشكل حاد، وانخفاض مستويات الأداء والطموح، في ظل غياب المساءلة والشفافية.

لذلك، نحن في أمسّ الحاجة إلى "تطهير" و"تجديد" شامل في المنظومة الرياضية، بشكل علمي ومنهجي واحترافي، لمنع "مهرجانات التعصب" واحتقان الجماهير، ووضع الرياضة في مسارها الصحيح كوسيلة للمتعة والتنافس الشريف، لا لصناعة الأزمات.