خالد الرماح يكتب:يوم التأسيس السعودي.. تاريخ مجيد ورؤية طموحة للمستقبل

في يومٍ مباركٍ من ذاكرة أمتنا العزيزة، تتجلى فصول ملحمةٍ وطنيةٍ عظيمة، كتبها أبطالها من القادة والحكام والمؤرخين بمداد الفخر والشرف.
ثلاثة قرون من العزة والرفعة، سطّرها شعبٌ أصيلٌ تمسك بأرضه كما قال الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" (آل عمران: 103)، فكانوا كالبنيان المرصوص.
تجسدت هذه الملحمة في رجالٍ توحدوا في قائدٍ واحد، تميز بأفعاله الجليلة التي نطقت عنه دون حاجةٍ إلى كثرة الأقوال ، ليحتل مكانةً رفيعةً في سجلات التاريخ وقلوب السعوديين والعرب والعالم أجمع.
إنها شخصيةٌ عظيمةٌ متعددة الأبعاد، تركت إرثًا خالدًا لملكٍ فذٍّ، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أحد صانعي التاريخ ورسامي مسيرته، ولابنه البار، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مهندس رؤية 2030 الحكيمة وعرّابها العالمي.
باتا رمزين وطنيين يتردد صداهما في الأقلام والكتب ووسائل الإعلام الحديثة، بفضل الله ثم مواهبهما وقدراتهما التي شكلت ثروةً تاريخيةً وسياسيةً وثقافيةً، ليصبحا في وطنهما أحفاد المؤسسين الأوائل، وأبناء ملوك الإنسانية الذين أرسوا "يوم التأسيس" ليكون صرحًا شامخًا في بناء الهوية الوطنية، متأصلًا في الماضي ومتطلعًا إلى المستقبل، يعكس عظمة هذا اليوم المجيد للأجيال القادمة، ويحمل إنجازات الآباء كأمانةٍ إلى الأبناء، تذكرةً بقول الله تعالى: "وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ" (البقرة: 40).
منذ بزوغ فجر الدرعية، ثم الدولة السعودية عبر مراحلها المختلفة، وحتى لحظة التوحيد المباركة، بدأ تأريخ التجربة الوطنية السعودية، متفاعلةً مع التحولات الحديثة عبر رؤيةٍ طموحةٍ رسمت معالم مستقبلٍ مشرق، وحافظت على وحدة الصف وكرامة الأرض، محققةً قول الله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"(الأنفال: 60). وتجلى ذلك في "يوم التأسيس"، الذي يحمل في طياته فجر الدرعية والدولة السعودية الأولى، ودرع الرياض والدولة الثانية، وسماء الجزيرة العربية في المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى شمس طويق مع رؤية 2030، ليعيد صياغة هوية الوطن عبر فعالياتٍ عظيمة، تحمل تضحياتٍ كبيرة وتطلعاتٍ تصل إلى عنان السماء، مؤكدةً على قوة الوحدة الوطنية وعزيمة أبناء هذا الشعب الأبي.
وفي هذه الليلة المباركة، نحتفي بمراحل التأسيس الجليلة، ونستذكر تاريخ أجدادنا الأماجد بأسلوبٍ فنيٍ مبهر، يجمع بين أصالة الماضي وإبداع الحاضر.
تتجسد فيه الأحداث التاريخية لتعكس وحدة الوطن خلف قائدٍ شامخ ورايةٍ واحدة ترفرف عاليًا في الأرجاء، نابضةً بالحياة والفخر، تأخذنا في رحلةٍ عبر الزمن، تبرز تأسيس المملكة وحاضرها المزدهر برؤيةٍ فنيةٍ ساحرة، تعكس المجد والعراقة.
وتتجلى فيها أيادي ملك الإنسانية وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة، التي تعبر قراراتها عن روح المكان والزمان، مصحوبةً بأداء العرضة الوطنية السعودي، لتكون لحظةً نحتفي فيها بماضينا المشرف ونبني لمستقبلنا المشرق، مؤكدين أن هذا الوطن سيظل شامخًا بعزة أبنائه وتضحياتهم، وكما قال الله تعالى: "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ"(يوسف: 21).