الجمعة 18 أبريل 2025 08:02 صـ 19 شوال 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

المليارديرات يراهنون على اضطرابات الأسواق: استثمارات جريئة رغم الخسائر الفادحة

الخميس 10 أبريل 2025 08:02 مـ 11 شوال 1446 هـ

استغلّ عدد من المليارديرات حول العالم اضطرابات الأسواق المالية لاقتناص فرص استثمارية جديدة، متجاهلين المخاوف من استمرار موجة الهبوط التي تُعدّ الأشد منذ عام 2020. وبدأ بعضهم في زيادة استثماراتهم داخل الشركات التي يمتلكونها، في رهان جريء على تعافٍ طويل الأمد.

ففي السويد، ضخت عائلة بيرسون، المالكة لسلسلة متاجر "هينيس أند موريتز"، استثمارات بقيمة 776 مليون كرونة (نحو 78 مليون دولار) في أسهم الشركة، رغم التراجع الحاد في الأسواق بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة رسوم جمركية هي الأكبر في تاريخ البلاد.

وفي خطوة مشابهة، اشترت أسرة لوندين، المؤسسة لشركة "لوندين ماينينغ" الكندية، أسهماً بقيمة 22.7 مليون دولار كندي (16 مليون دولار أميركي)، بالتزامن مع استثمار الملياردير المكسيكي كارلوس سليم لنحو 2.3 مليون دولار في شركة "بي بي إف إنرجي" الأميركية، رغم تراجع أسعار الطاقة.

فرص تُولد من قلب الفوضى

ووفقًا لوكالة "بلومبرغ"، شهدت أسهم هذه الشركات تراجعات حادة منذ إعلان ترامب عن الرسوم الجديدة في 2 أبريل، ما شكّل ضغطاً إضافياً على الأسواق. ورغم ذلك، يرى بعض المستثمرين الكبار أن هذه التراجعات تمثل فرصاً مغرية للشراء عند مستويات منخفضة.

وتشير بيانات مؤشر بلومبرغ للمليارديرات إلى أن إجمالي ثروات المستثمرين الذين اتخذوا هذه الخطوات يتجاوز 93 مليار دولار، ما يعكس ثقتهم في قدرة الأسواق على التعافي مستقبلاً، رغم التقلبات الحالية.

خسائر فادحة.. لكنها مؤقتة؟

على الرغم من توجههم للشراء، لم يسلم هؤلاء الأثرياء من الخسائر. فقد خسر أغنى 500 شخص في العالم مجتمعين نحو 536 مليار دولار خلال يومين فقط بعد إعلان الرسوم الجمركية.

حتى إيلون ماسك، المعروف بعلاقته الوثيقة مع ترامب، تراجعت ثروته إلى أقل من 300 مليار دولار لأول مرة منذ نوفمبر، بخسائر تتجاوز 100 مليار دولار منذ بداية العام.

وفي آسيا، يتجه العديد من عملاء البنوك الخاصة نحو تقليص مراكزهم في الأسهم بدلاً من ضخ مزيد من الأموال لتغطية الهوامش، وسط مخاوف من تفاقم الخسائر.

الخبرة تُوجه قرارات الشراء

تعكس تحركات عائلات "بيرسون" و"لوندين" و"سليم" ثقة نابعة من خبرات طويلة في القطاعات التي يستثمرون بها. فهذه العائلات كانت قد اتخذت خطوات مشابهة خلال أزمة كورونا، وحققت مكاسب كبيرة مع تعافي الأسواق لاحقاً.

لكن الرهانات الحالية لا تزال محفوفة بالمخاطر، في ظل استمرار الضغوط على أسعار الأسهم المستهدفة. ومع ذلك، يراهن المليارديرات على أن "مصائب الأسواق" قد تتحوّل، مرة أخرى، إلى فرص ذهبية على المدى الطويل.