الخميس 13 مارس 2025 11:42 صـ 13 رمضان 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

دراما رمضان منصة للمشاهد الخارجة.. النقاد يصرخون

الأربعاء 12 مارس 2025 12:24 مـ 12 رمضان 1446 هـ
مي القاضي
مي القاضي

شهد موسم دراما رمضان 2025 انتقادات واسعة، حيث تفجرت موجة من الانتقادات من قِبل النقاد والجمهور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً فيما يتعلق باستخدام الألفاظ الخارجة، والمشاهد الجريئة في بعض الأعمال الدرامية التي اعتُبرت غير ملائمة لأجواء الشهر الكريم.

وباتت بعض المسلسلات في مرمى الهجوم بسبب مشاهد الرقص الجريئة، إضافة إلى الإيحاءات والتلميحات التي وصفها الجمهور بـ"الخادشة للحياء".

وسنعرض في سطور التقرير التالي، أبرز الأعمال الدرامية التي أثارت الجدل، وأسباب الانتقادات التي وُجّهت إليها، كما سنرصد آراء النقاد والجمهور حول هذه الأعمال.


رقص في رمضان.. استفزاز أم ضرورة درامية؟

أثار مسلسل "العتاولة" حالة من الجدل بسبب مشاهد الرقص التي قدمتها الفنانة "مي القاضي" في أولى حلقاته، حيث تجسد شخصية راقصة تعمل في ملهى ليلي.

ولم يكن "العتاولة" الوحيد الذي وُجِّهت إليه أصابع الاتهام، فمسلسل "إش إش" بطولة الفنانة "مي عمر" و"جريمة منتصف الليل"، تعرضا أيضاً لانتقادات بسبب مشاهد رقص كاملة اعتُبرت غير مناسبة للشهر الفضيل.

ألفاظ خارجة وإيحاءات مثيرة للجدل

لم تتوقف الانتقادات عند مشاهد الرقص، بل امتدت إلى اللغة المستخدمة في الحوارات الدرامية، حيث وُصفت بعض المشاهد في مسلسلات، مثل "إش إش" و"العتاولة" بأنها تحمل سبابًا وألفاظًا لا تليق بالعرض التلفزيوني الرمضاني.

بينما مسلسل "أشغال شقة جدًا" فقد أثار غضب الجمهور بسبب الحلقة الثالثة، التي تضمنت تلميحات جنـ ـس.ية صريحة، مما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تسميتها بـ"حلقة سناء"، في إشارة إلى المشهد الذي اعتُبر تجاوزًا واضحًا.


الإعلاميون ينتفضون.. هجوم على لغة الدراما

أثارت هذه الظواهر ردود فعل قوية من الإعلاميين والنقاد. فقد علّقت الإعلامية "مفيدة شيحة" على المشهد العام بقولها: "مسلسلات رمضان السنة دي فيها كمية قلة أدب وانحطاط كبير.. حاجة تقرف".

فيما هاجمت الإعلامية "لميس الحديدي" ظاهرة انتشار المسلسلات الشعبية، قائلة عبر صفحتها بموقع "فيسبوك":
"المسلسلات الشعبية (العشوائية) اجتاحت الموسم الرمضاني هذا العام.. وربما تكون من الأكثر نجاحا والأكثر مشاهدة.. الممثلين هايلين ونجوم ومشاهد العنف متقنة وكل حاجة"، لافتة: "أنا بس عندي سؤال: هو ليه كلها ردح وزعيق ولوي بوز وألفاظ عجيبة".

وأضافت: "وليه بيخلوا الممثلين يتكلموا كده؟ (التضجين) المط في الكلام.. دي العامية المصرية أحلى لهجة، ليه نحولها لعشوائية ونمحو ملامحها".

وأكملت: "فيه فرق بين فن الواقع اللي كان يترأس مدرسته الأستاذ المخرج صلاح أبو سيف وبين اللي إحنا بنشوفه.. أكيد فيه طبعا فئات بتتكلم كده نتيجة انهيار التعليم واجتياح اقتصاد التوك توك اللي عاث في حاراتنا وعقولنا فسادا.. لكن إحنا ليه بنرسخ الأسوأ؟".

واختتمت "لميس" منشورها، قائلة: "بنعلم الأجيال اللي بتتفرج على المسلسلات دي إيه؟ واللي بيحبوا الفنانين دول إيه؟، يكلموا بنفس الطريقة؟ الممثل الأشطر اللي بيطجن، والممثلة الأفضل هي اللي بتلوي بوزها وتتشدق اللبانة، طبعا ده مش معناه إن النموذج الصح هو (فن الكمباوندات) لأن ده برضه لا يمثل المجتمع، لكن فيه ناس عادية عايشين فى مصر -وهم الأكثر- الفن تأثير.. حذار من التأثير فى الاتجاه الخاطىء، نجاح مسلسل لن يعوض الثمن اللي بندفعه لسنوات طويلة".


إشادة بمسلسل "النص"

وسط هذا الجدل، برز مسلسل "النص" بطولة "أحمد أمين" كواحد من الأعمال التي نالت استحسان الجمهور والنقاد.

من جهتها، وصفت الناقدة الفنية "ماجدة خيرالله" مسلسل "النص" بأنه: الأفضل بين المسلسلات الكوميدية هذا الموسم، بفضل سيناريو ذكي ومخرج متمكن، وأداء رائع من طاقم العمل.

وكتبت "ماجدة خيرالله" عبر صفحتها الرسمية بـ "فيسبوك"، قائلة: "مسلسل (النص) للموهوب الذكي المتألق دائما أحمد أمين، يحتل المكانة الأولى والثانية والثالثة بين مسلسلات الكوميديا في النصف الأول من رمضان، سيناريو ذكي متعوب فيه، مخرج يهتم بتفاصيل الزمن وتكوينات الكادر، وأداء الممثلين، مشاعر إنسانية، وضحك راق".

وأضافت: "حمزة العيلي في قمة الإبداع لشخصية إنسان يعيش في الظل، في مخزن ملابس لإحدى الفرق المسرحية، يبحث عن فرصة ليثبت لنفسه أولا أنه يستحق الاحترام وأن يكون مرئي لا يتجاهله الجميع".

وتابعت: "أسماء أبو اليزيد جمال وجه وموهبة ونقطة مضيئة في المسلسل، تحية للمخرج حسام علي ولفريق كتابة السيناريو عبدالرحمن جاويش، سارة هجرس، وجيه صبري".


"أحمد العوضي" في خطر التكرار

من جانبه، حذّر الناقد الفني "طارق الشناوي" خلال لقاء صحفي من أن "أحمد العوضي" يواجه خطر الوقوع في فخ التكرار، لاعتماده المستمر على شخصية "البطل الشعبي"، لافتًا إلى أن الجمهور قد يشعر بالتشبع من هذه التيمة الدرامية.

وأوضح الناقد "طارق الشناوي"، قائلاً: "الفنان الذكي يجب أن يعلم متى يهرب من التيمة التي حفظها الجمهور، العوضي ممثل مجتهد، لكنه ليس النجم الذي يسرق القلوب والعيون من طلته".

كما تحدث "طارق الشناوي" عن المخرج "محمد سامي" ومسلسلاته تحت عنوان "سيد الناس" و"إش إش" : "محمد سامي لديه توليفة خاصة يجيد صنعها، وحتى الآن لا تزال تحقق رواجًا جماهيريًا في الشارع، سواء كان البطل محمد رمضان أو عمرو سعد، فالعالم الدرامي يظل هو نفسه، لكن عليه أن ينتبه، لأن الجمهور قد يصل إلى مرحلة التشبع، وهنا يجب أن ينتقل لمنطقة درامية أخرى أو يعيد صياغة بعض العناصر".

"العتاولة 2".. لعبة مكشوفة؟

وفيما يخص مسلسل "العتاولة 2"، رأى "الشناوي" أنه يعتمد على "لعبة مكشوفة لكسب إعجاب الجمهور، من خلال كسر قواعد الدراما التقليدية والدمج بين الكوميديا والأكشن بطريقة غير مألوفة".


الجمهور يرد.. دعم أم رفض؟

رغم موجة الانتقادات، دافع بعض الفنانين عن أعمالهم، إذ تعرض الممثل "مصطفى غريب"، للهجوم بسبب مشهد في "أشغال شقة جدًا"، بسبب تلفظه بكلمة خارجة، وذلك ضمن أحداث الحلقة السادسة.

وعلق "غريب" على هذا الجدل، قائلاً: "الحمد لله والشكر لله..شكرا على محبتكو الكبيرة جدا .. يا رب نبقى قادرين نبسطكو في وسط ضغوطات الحياة دي اللي إن شاء الله ربنا يقدرنا عليها جميعا".

وأضاف: "وآسف لو أي حاجة ضايقتكو ربنا يفرحكو جميعا ودايما كل الحبايب متجمعين سوا".


في ظل تصاعد الأصوات الناقدة، يبدو أن دراما رمضان 2025 ستظل حديث الساحة الفنية، في انتظار أن يحسم الجمهور والنقاد معًا مصير هذا الاتجاه الجديد في الدراما المصرية.

لكن، يبقى السؤال الأهم: هل تعكس هذه الأعمال الواقع الاجتماعي، أم أنها تساهم في ترسيخ صورة سلبية غير مبررة؟