• الرئيسية
• فن ومنوعات

احتفل الوسط الفني بذكرى ميلاد واحد من أعمدة السينما والدراما المصرية، الفنان القدير الراحل "حسن يوسف"، الذي استطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن العربي، بجمال حضوره وتنوع أدواره، وكذلك بمسيرته الإنسانية والروحية التي ألهمت الملايين.

من حي السيدة زينب إلى قلوب الجماهير

ولد "حسن يوسف" في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1934، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، إلى جانب دراسته في كلية التجارة عام 1955، بدأ بعدها مشواره الفني من المسرح المدرسي ثم المسرح القومي، قبل أن يكتشفه الفنان الكبير "حسين رياض"، ويقدمه في فيلم "أنا حرة" عام 1959، حيث لعب دور ابن عمة "لبنى عبد العزيز"، ليكون هذا الفيلم بوابة عبوره إلى قلوب الجماهير.

تألق سينمائي وزيجات تحت الأضواء

في الستينيات، لمع الفنان "حسن يوسف" وقدم خلالها مجموعة من أبرز أعماله التي أكدت موهبته، وشهدت تلك المرحلة زواجه الأول من الفنانة "لبلبة"، قبل أن ينفصلا لاحقًا، وفي عام 1972، تزوج من الفنانة "شمس البارودي" بعد قصة حب نشأت خلف الكواليس، وتحوّلت إلى زواج ناجح أثمر عن عدد من الأفلام التي جمعتهما، قبل أن تعتزل "شمس" الفن وتبدأ رحلة جديدة مع الالتزام الديني، من ببنهم: "فيلم "2 على الطريق" عام 1984 مع الفنان "عادل إمام" وهو آخر أعمالها.

✅حكاية حب غير تقليدية

قصة "حسن يوسف" و"شمس البارودي" لم تكن مُجرد زواج عادي في الوسط الفني، بل كانت علاقة مفعمة بالإيمان والدعم المتبادل، ورغم شهرة كل منهما، حافظا على خصوصيتهما وسط الأضواء، وكان "حسن يوسف" الداعم الأول لقرار زوجته بارتداء الحجاب واعتزال التمثيل، ما جعلهما نموذجًا يُحتذى به في الوسط الفني.

"حسن يوسف".. نجم في قائمة العظماء

"حسن يوسف" شارك في أربعة من أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية وفقًا لاستفتاء النقاد عام 1996، وهي: "أنا حرة عام 1959، في بيتنا رجل عام 1961، الخطايا عام 1962، وأم العروسة عام 1963.

كما جمعت "حسن يوسف" بالفنانة "سعاد حسني" كيمياء فنية خاصة، تجلّت في 14 فيلمًا مشتركًا شكّلت ثنائياً محبوبًا في ذاكرة الجمهور، من بينهم: "مافيش تفاهم عام 1961، صراع مع الملائكة عام 1962، حكاية جواز عام 1964، العزاب الثلاثة عام 1964، للرجال فقط عام 1964، الثلاثة يحبونها عام 1965، المغامرون الثلاثة عام 1965، اللقاء الثانى عام 1967، شقة الطلبة عام 1967، حكاية ٣ بنات عام 1968، الزواج على الطريقة الحديثة عام 1968، نار الحب عام 1968، شيء من العذاب عام 1969 ، فتاة الإستعراض عام 1969".

اعتزال وعودة مختلفة

قرر الفنان "حسن يوسف" اعتزال التمثيل عام 1990 بعد فيلم "الشقيقتان"، لكنه عاد للدراما عام 2002 من بوابة العمل الديني، حيث جسد شخصية الشيخ "محمد متولي الشعراوي" في مسلسل "إمام الدعاة"، وجاءت عودته بتوصية من الإمام نفسه الذي قال له ارجع ولكن بشرط قدم عمل ينفع المشاهد.

لقاء خاص مع الشعراوي قبل الوداع

يحكي "حسن يوسف" عن اللحظات الأخيرة للشيخ الشعراوي، في لقاء مؤثر مع أسرته، حيث علم أن الشيخ طلب من أحبائه الخروج من الغرفة، ثم بدأ يتحدث مع السيدة عائشة والسيدة نفيسة والسيدة زينب، وختم حديثه بـ"حتى أنت يا رسول الله"، ثم فاضت روحه الطاهرة.

وتابع: "ما قدمته في مسلسل الشعراوي في مشهد الوفاة سرده أبناء الشعراوي عندما حان أجله وطلب منهم أن يخرجوا من الغرفة وسمعه يتحدث مع السيدة عائشة والسيدة نفسية والرسول صلى الله عليه وسلم حتى أسلم روحه".

يظل "حسن يوسف" رمزًا فنيًا وروحيًا نادرًا، جمع بين نجاحات الشاشة وقيم الحياة، وسطر سيرة فنية وإنسانية لا تزال تُلهم الأجيال، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الفن العربي كأحد رواده الكبار.