الأربعاء 19 مارس 2025 12:09 مـ 19 رمضان 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

سلوم حداد.. من مشروع طبيب فاشل إلى نجم الدراما السورية

الأربعاء 19 مارس 2025 07:52 صـ 19 رمضان 1446 هـ
سلوم حداد
سلوم حداد

كشف النجم السوري سلوم حداد، خلال استضافته في برنامج «قهوة مع هند» عبر قناة أبوظبي وتطبيق ADtv، عن محطات مهمة في حياته، بدءًا من طفولته في مدينة حلب، التي نشأ فيها وسط بيئة شعبية لا تعرف التفرقة الدينية، حيث تآلف فيها المسلمون والمسيحيون واليهود، وكان الهمّ الإنساني هو المحرك الأساسي للعلاقات. وأكد أن هذه التجربة صقلت شخصيته ومنحته وعياً اجتماعياً عميقاً ظل ملازماً له حتى اليوم.

رحلة التحول من حلب إلى دمشق

وصف حداد انتقاله إلى دمشق بأنه كان بمثابة نقطة تحول فارقة، إذ وجد نفسه في مدينة تختلف ثقافتها وعاداتها تمامًا عن مدينته الأم. وأشار إلى أن دمشق، بكونها مدينة تجارية، تمتاز بدبلوماسية أهلها ودفئهم الاجتماعي، مما ساعده على الاندماج دون أن يفقد هويته الحلبيّة. كما عبّر عن عشقه لدمشق التي احتضنته، مؤكداً أنها لم ترفض أحدًا عبر التاريخ.

مشروع طبيب فاشل.. ورحلة البحث عن الشغف

روى حداد كيف كانت والدته تحلم بأن يصبح طبيبًا، ليُنادَى باسمها «أم الدكتور»، لكنه لم يكن يطيق المواد العلمية، ما جعله يُعيد امتحان الثانوية العامة ثلاث مرات بسبب الفيزياء والكيمياء والأحياء. وبعد نجاحه بصعوبة، وجد نفسه أمام خيارين: دراسة الزراعة أو الفنون الجميلة. وبفضل موهبته الفطرية في الرسم، اختار الفنون، ونجح في امتحان القبول بسهولة، ليبدأ مسيرته الفنية.

بدايات شاقة.. بين غسل الصحون وقيادة الحافلات

تزامنت بداية دراسته الجامعية مع اندلاع حرب أكتوبر، ما جعله مضطرًا للعمل لتأمين مصاريفه، خاصة بعد توقف الدعم المادي من عائلته. تنقل بين وظائف شاقة، بدءًا من غسل الصحون في المطاعم، إلى تسجيل الزبائن في الفنادق، وصولًا إلى العمل مساعدًا لسائق حافلة بين دمشق وحلب، حيث كان يقضي الليل على الطريق ويذهب صباحًا إلى الجامعة.

موهبة فذّة في الرسم تفتح له الأبواب

في سنته الجامعية الثالثة، أذهل حداد أستاذه بقدرته على استنساخ اللوحات العالمية بدقة متناهية، ما دفعه إلى احتراف رسم وبيع اللوحات، بمبالغ اعتبرها «فلكية» في ذلك الوقت. كما شارك مع شقيقه في رسم إعلانات الأفلام السينمائية، وهي التجربة التي غذّت شغفه بالسينما والتمثيل، إلا أن حلمه بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة اصطدم بالواقع المادي الصعب لعائلته.

البداية الحقيقية من خشبة المسرح

رغم رفض عائلته سفره لدراسة التمثيل، وجد سلوم في مسرح كلية الفنون متنفسًا له، وبدأ مسيرته الفنية بمسرحية «الكرسي» للمخرج الراحل جميل عواد، ثم انتقل إلى المسرح الجامعي، ومنه إلى التلفزيون، ليصبح أحد أبرز نجوم الدراما السورية، خصوصًا في الأدوار المركبة التي أتقنها بامتياز.

ابنة سلوم حداد.. فنانة عالمية بتمرد والدها

كشف حداد عن أن ابنته، التي تقيم في باريس، أصبحت فنانة عالمية، وورد اسمها في مجلة «فوربس» ضمن قائمة المبدعين في مجالات الفن والثقافة. وأكد أنها ورثت عنه روح التحدي والعناد، لدرجة أن ولادتهما بفارق يومين جعلهما يتشاركان برج الحمل وصفاته. مشيرًا إلى أن فنها يحمل بُعدًا روحانيًا عميقًا، تمامًا كوالدها الذي لم يتخلَّ يومًا عن شغفه بالفن والتمثيل.

سلوم حداد.. من حلم الطب إلى نجم استثنائي في الدراما السورية

قصة سلوم حداد ليست مجرد مسيرة فنية، بل رحلة كفاح ملهمة، انتقل خلالها من ضغوط عائلية لتحقيق حلم الطب، إلى النجومية في عالم الدراما، محتفظًا بشغفه الأول: الفن، سواءً في التمثيل أو الرسم.