اقرأ الخبر

ثائر أبو عطيوي يكتب:محمود درويش.. تجليات الموت والحياة

الجمعة 14 مارس 2025 03:58 صـ 14 رمضان 1446 هـ
محمود درويش- اقرأ الخبر
محمود درويش- اقرأ الخبر

إلى ابن الطين، وابن البروة، والعود الجليلي، وزعتر الدراويش، ومنبت العشب الأخضر، والصورة الحاضرة، ولحن المعنى، وأنشودة البقاء... ما دامت رحلة العطاء متجددة فينا.

في ذكرى ميلاد محمود درويش، الشاعر الذي صنع من الأفق آفاقًا متعددة، منفردةً، متداخلةً، ومتشابكةً، ليكتمل نسيج الحروف ضمن كلمة تمنح الشعر واحةً في عالم تفرد بصناعته. محمود درويش، الذي أثبت حضوره الدائم في عالم الغياب، مسافرٌ عبر صهيل الكلمات، لغةً وأسلوبًا وشعرًا، ضمن قواسم مشتركة تمتاز بالسهل الممتنع، لتجعل عشاق الأدب والشعر يحلقون في ذات الأفق المتسع، الذي صنعه لهم بمدرسة شعره الفريدة، ذات البعد الإنساني العميق.

في ذكرى ميلاده، التي توافق الثالث عشر من مارس، لا بد أن يكون لمحمود درويش المكانة والحضور في حضرة تجليات الموت والحياة، التي تعانق صهيل الروح في عليائها ومنتهاها، لتصرخ في الأفق الأخرس وعبثية الحياة: "ها نحن هنا"، معلنةً ميلادًا متجددًا عنوانه الأول والأخير محمود درويش.

ذاك الذي سافر وحده، مبتعدًا عن صخب الحياة العبثي المتناثر بين شظايا لغةٍ لم تعرف المستحيل، ليكون شعره ومفرداته البرهان والدليل في واقعٍ مضطرب، يبحث على الدوام عن عالم الفكرة والإنسان، بخطىً تدرك المكان والزمان، لتكون لها البوصلة والعنوان.

في ذكرى ميلاده، ودون تعريف، لأنه الشاعر الذي امتلك زمام الحروف، ومنح الكلمة في واحة الشعر لغةً وجمالًا وتشريفًا. نفتقده بشدة، لأنه سيد الحضور في عالم وجع الغياب، القريب من الوجدان، ولأنه الطارق على أبواب القلب دون استئذان أو عتاب، بل بوجع الغياب الحاضر فينا.

لروح محمود درويش، في ذكرى ميلاده، وردةٌ وسلام.