اقرأ الخبر

تامر الشهاوي يكتب: المأزق السوري والواقع المرير

الخميس 13 مارس 2025 04:31 مـ 13 رمضان 1446 هـ
اللواء تامر الشهاوي عضو مجلس النواب السابق - اقرأ الخبر
اللواء تامر الشهاوي عضو مجلس النواب السابق - اقرأ الخبر

فور نشر بعض التغريدات الخاصة بسوريا، تعرضتُ لهجوم من بعض الإخوة السوريين المنتمين إلى أنصار القاعدة، داعش، والسلفية الجهادية. والحقيقة أنني لا أناقش هوية الجولاني، فهو معروف للجميع بانتمائه لتنظيم القاعدة في العراق، ثم انتقاله لاحقًا إلى سوريا حيث أسس "جبهة النصرة"، التي تحولت فيما بعد إلى "جبهة فتح الشام"، وأخيرًا إلى "هيئة تحرير الشام".

لكن السؤال الأهم هنا: كيف وصل الجولاني إلى الحكم بهذه السهولة؟ ولماذا رحل بشار الأسد فجأة؟ ولماذا رحبت أمريكا والغرب ودول المنطقة بهذا التغيير؟ ولماذا تُركت إسرائيل لتوسع نفوذها في الجنوب السوري؟

كل هذه الأسئلة، إلى جانب تدمير الجيش السوري بالكامل والحالة الانتقامية الشرسة داخل سوريا، أتركها للقارئ الكريم ليستنتج أبعادها بنفسه.

الموقف الأمريكي والغربي من الأزمة السورية

كانت الولايات المتحدة تسعى إلى رحيل بشار الأسد ونظامه، وضغطت على روسيا للقبول بتسوية في سوريا مقابل حل أزمة أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تم استمالة غالبية الدول العربية لهذا المسار، من خلال اللعب على البُعد الطائفي ضد إيران، والترويج لمشاريع التطبيع مع إسرائيل.

أما الادعاء بأن الشعب السوري يدعم الجولاني ويقبل به زعيمًا، فهو أمر غير صحيح تمامًا، وأشبه بادعاء أن الشعب المصري قبل بحكم الإخوان. فالشعب السوري، بمختلف طوائفه (السنة، العلويون، الدروز، والمسيحيون)، لا يقبل الجولاني، لكنه واقعٌ بين خيارين أحلاهما مر.

اختيارٌ بين التطرف والطائفية

الغالبية العظمى من السوريين، بما فيهم السنة، سعداء بالتخلص من نظام بشار العلوي الطائفي، لكنهم في الوقت ذاته لا يريدون أن يحكمهم متطرفون إرهابيون مثل الجولاني. تصور أن السوريين مضطرون للاختيار بين أقلية شيعية تسبّ الصحابة، وبين قيادات نشأت داخل تنظيمات إرهابية متطرفة!

ازدواجية الجولاني في التعامل مع الأحداث

الجولاني وأركان نظامه يعيشون في حالة من الفزع، ويعلنون التعبئة العامة فور ظهور جيوب مسلحة في الساحل السوري، لكنه لم يحرك ساكنًا أمام التجول الإسرائيلي الحر في الجنوب السوري، ولم يفزع من تدمير إسرائيل الممنهج لمقدرات الجيش السوري!

ورغم ذلك، فإن الجولاني لن يُهزم في الحرب الدائرة حاليًا في الساحل السوري، ليس لأنه الأقوى أو الأكثر سيطرة، ولكن لأن بعض الدول الإقليمية والعربية ستقدم له كل الدعم ليستمر في موقعه.

الجيش المصري.. عقيدة وطنية لا طائفية

في هذا السياق، أوجه تحية تقدير وإجلال لكل رؤساء مصر وقادة القوات المسلحة المصرية عبر التاريخ، الذين جعلوا المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار، مما عزز لدينا شعورًا ممتدًا عبر الأجيال بالفخر بقواتنا المسلحة، التي ظلت على عقيدة وطنية خالصة، جيشًا وطنيًا غير طائفي، غير متعدد الولاءات، وولاؤه فقط لله والوطن.