الفريق عبد المنعم رياض.. أسطورة عسكرية خلدها يوم الشهيد

في التاسع من مارس من كل عام، تتجدد ذكرى البطولة والفداء، حيث تحتفي مصر بـ يوم الشهيد، تخليدًا لمن ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن. هذا اليوم لم يكن اختيارًا عشوائيًا، بل جاء مرتبطًا باسم الفريق عبد المنعم رياض، القائد الذي آمن بأن مكانه ليس خلف المكاتب، بل في مقدمة الصفوف، بين جنوده في قلب الميدان.
القائد الذي لم يتراجع عن المواجهة
وُلد عبد المنعم رياض في 22 أكتوبر 1919، ليصبح واحدًا من ألمع العقول العسكرية في التاريخ المصري. لم يكن مجرد قائد يتابع المعارك من بُعد، بل كان دائم الحضور في مواقع القتال، يضع الخطط، ويقود الجنود بنفسه. ومنذ تخرجه في الكلية الحربية عام 1938، لم يتوقف عن العطاء، فشارك في حرب فلسطين 1948، وتدرّج في المناصب حتى أصبح رئيس أركان حرب القوات المسلحة عقب نكسة 1967، ليضع بصمته في تطوير استراتيجيات القتال المصرية.
حرب الاستنزاف.. معركة لا تنتهي
بعد النكسة، أدرك الفريق رياض أن المواجهة لا تعني مجرد معركة خاطفة، بل حرب استنزاف طويلة تنهك العدو وتستعيد ثقة الجيش المصري في نفسه. لم يكن الأمر مجرد خطط على الورق، بل استلزم وجود القائد في الخطوط الأمامية، يتابع تنفيذ العمليات لحظة بلحظة.
لحظة الشهادة.. قائد وسط جنوده
في 9 مارس 1969، قرر الفريق عبد المنعم رياض أن يكون في الصفوف الأمامية على الضفة الغربية لقناة السويس، يشرف بنفسه على تنفيذ العمليات ضد القوات الإسرائيلية. وبينما كان وسط جنوده، استهدفته قذائف العدو، ليسقط شهيدًا في الميدان، ليصبح رمزًا خالدًا للتضحية.
يوم الشهيد.. تخليد لذكرى العطاء
لم يكن استشهاد عبد المنعم رياض مجرد فقدان لقائد عسكري، بل كان ولادة لرمز وطني، فتم اعتماد 9 مارس يومًا للشهيد، تكريمًا له ولجميع جنود مصر الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الأرض والعِرض.
اليوم، لا يزال اسم "الجنرال الذهبي" يدرّس في الأكاديميات العسكرية، ليس فقط كقائد عسكري، بل كمثال للقيادة الحقيقية، التي تعني أن تكون أول من يضحي، وأول من يتقدم الصفوف.