اقرأ الخبر

سوريا في النفق المظلم.. مواجهة المصير المجهول

الأحد 9 مارس 2025 04:13 صـ 9 رمضان 1446 هـ
محمود سالم، المحلل السياسي والباحث في الشؤون الدولية
محمود سالم، المحلل السياسي والباحث في الشؤون الدولية


شهدت سوريا في الأيام الأخيرة تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف، حيث اندلعت هجمات مسلحة استهدفت أكمنة تابعة لقوات هيئة تحرير الشام، ما أسفر عن مقتل 20 عنصرًا أمنيًا من القوات الموالية للشرع.

ولم تمضِ سوى ساعات حتى سارعت قوات النظام السوري بالتحرك نحو تلك المناطق، التي يُقال إنها تضم فلول النظام السابق أو قوات موالية لبشار الأسد، لتتحول هذه المناطق إلى ساحات قتال عنيف استمر لساعات طويلة، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلًا من الجانبين. كما شهدت المنطقة استنفارًا عسكريًا، مع دخول شاحنات ومعدات وجنود تابعين للجيش التركي، استعدادًا لتنفيذ عمليات تمشيط واسعة للقضاء على أي تنظيمات متمردة على النظام السوري الحالي.

لقد حذرنا مرارًا من خطورة استمرار الأزمة السورية دون حلول جذرية، وضرورة البحث عن بديل مدني للأسد قادر على توحيد سوريا وإنقاذها من هذا النفق المظلم. فلا يمكن إنقاذ البلاد دون قيادة تجمع كل الطوائف السورية تحت العلم الوطني، بعيدًا عن النزعات الطائفية المسلحة التي تدفع سوريا نحو مصير مجهول.

باتت سوريا اليوم، بلا شك، دولة فاقدة للسيادة على أراضيها، وساحة مفتوحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية، إذ أصبحت مستباحة من قبل جيوش متعددة. ولعل الضربات الإسرائيلية المتكررة، التي دمرت أجزاء كبيرة من البنية العسكرية السورية وسط تأييد أمريكي وتغاضٍ روسي-إيراني، تكشف حجم الانهيار الذي تعيشه البلاد.

ومع استمرار التوغل الإسرائيلي في درعا وغيرها من المناطق، والتدخل العسكري التركي والروسي، والدعم الإيراني لقوات الأسد وحزب الله، إلى جانب الدعوات المتزايدة لبعض الشخصيات الدرزية للانفصال وإقامة وطن مستقل بدعم إسرائيلي، فضلًا عن الاقتتال الطائفي السني-الشيعي، يصبح التساؤل الملح:

وهل يمكن لهذه المعطيات أن تفضي إلى حل يخدم الشعب السوري، أم أنها تكرّس مزيدًا من الفوضى والانقسام؟