تعزيز الولاء والانتماء للوطن
”الكويت” تحتفي بيومها الوطني الـ 64

تحتفي دولة الكويت اليوم (الثلاثاء) ، بالذكرى الـ 64 لاستقلالها، والذكرى الـ 34 على التحرير، مستذكرة بهذه المناسبة مسيرة الآباء والأجداد وتاريخهم المشرف الذي يجسد أعظم معاني الولاء وقيم الانتماء والعطاء والتضحية للوطن.
فمنذ فجر الاستقلال تتزين دولة الكويت بأبهى صورها وترتدي ثوب الفرحة والبهجة لاستقبال هذه المناسبة التي تشكل علامة فارقة في تاريخ البلاد وذكرى راسخة في وجدان أهلها.
وتعيش الكويت هذه الأيام احتفالاتها بهذه الذكرى الغالية التي تتزامن والاحتفال بالذكرى الـ33 للتحرير من براثن الغزو العراقي الغاشم في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والتفاف الشعب حولها لتمضي سفينة الكويت نحو شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار.
ومرت دولة الكويت التي اتخذت خطوات كبيرة في طريق نهضتها بتعاون أبنائها والتفافهم حول قيادتهم بمراحل تطور وتنمية هائلة سعت من خلالها لبلوغ أعلى المراكز بين الدول المتقدمة في ظل الإدارة الرشيدة التي انتهجها حكامها عبر التاريخ لتحقيق الازدهار والتقدم.
وبدأت دولة الكويت احتفالها بالعيد الوطني الأول في 19 يونيو 1962 وأقيم حينئذ عرض عسكري كبير في المطار القديم الواقع قرب (دروازة البريعصي) حضره عدد كبير من المسؤولين والمواطنين في أجواء من البهجة والسرور.
وفي هذا اليوم المشهود ألقى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح كلمة قال فيها إن “دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما في بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين”.
واستمر الكويتيون يحيون العيد الوطني في 19 يونيو سنويا حتى صدر في 18 مايو 1964 مرسوم أميري جرى بموجبه دمج عيد الاستقلال بعيد جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح الموافق يوم 25 فبراير سنويا بداية من عام 1965.
وعلى مدار عقود استطاعت دولة الكويت أن تضع بصمتها في المحافل الدولية وتعتلي مراكز متقدمة فيها لتنضم في عام 1961 إلى جامعة الدول العربية ومن ثم إلى منظمة الأمم المتحدة في عام 1963.
كما حرصت على إقامة علاقات وثيقة مع الدول العربية والصديقة في شتى أنحاء العالم بفضل سياستها الرائدة في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية وسعيها الدائم إلى تحقيق الأمن والسلام.
ولم تتوان دولة الكويت عن تقديم يد العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء بمواجهة الأزمات والكوارث وتتويجا لهذه الجهود المباركة جاءت تسمية أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه (قائد العمل الإنساني) وتكريم دولة الكويت بتسميتها (مركزا للعمل الإنساني) الأمر الذي يدعو إلى الفخر أمام شعوب العالم.
وخلال الـ64 عاما الماضية حققت الكويت إنجازات متميزة على الصعد كافة وفق خطط استشرافية من قياداتها الحكيمة وحكوماتها الرشيدة أدركت متطلبات البلاد وأبنائها من التنمية والتطوير وأسهمت في أداء دور محوري في الملفات الإقليمية والدولية التي اضطلعت بها كما أصبحت محط أنظار العالم في المساعدات الإنسانية.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية لدولة الكويت، فقد أَسهمت على المستوى الخليجي في دور فاعل وإيجابي ضمن الجهود الخليجية المشاركة التي أَثمرت عن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والكويت عضو بارز وفاعل في جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة الأمم المتحدة، إضافة إلى أنها عضو في العديد من المنظمات العربية والإسلامية والدولية الأخرى.
وتواصل دولة الكويت سياستها الخارجية المستندة إلى توطيد العلاقات مع مختلف دول العالم شرقًا وغربًا، ومد جسور الصداقة والتعاون مع مختلف شعوب العالم بما يعود بالنفع والخير على الوطن والمواطنين.
وعلى الصعيد الداخلي بدأت الكويت مرحلة اقتصادية جديدة بعد أن أقرت مؤسساتها الرسمية خطتها التنموية الأولى متضمنة مشاريع ضخمة ستنجز خلال السنوات المقبلة.
وتتنوع المشروعات التي تتضمنها الخطة على قطاعات اقتصادية عديدة منها النفط والغاز والكهرباء والماء والبنية التحتية كالمطارات والموانئ والإسكان والصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، وحققت تقدمًا في تحسين بيئتها التجارية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة للعديد من الخطوات المتلاحقة التي اتخذتها الدولة.
وجاءت الخطة التنموية كجزء من رؤية إستراتيجية شاملة مدتها 25 عامًا تمتد حتى العام 2035م تهدف إلى تحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار يقوم فيه القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي، ويذكي فيه روح المنافسة، ويرفع كفاءة الإنتاج.
وتسعى دولة الكويت جاهدة من خلال رؤيتها "كويت 2035" إلى تحويل البلاد لمركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية، إذ في مقدمة مشروعاتها مشروع "مدينة الحرير" الواقع في الواجهة البحرية، في منطقة الصبية بشمال شرق الكويت، وتقدر مساحة المشروع بـ 250 كيلومترًا مربعًا، ومن المتوقع أن يستغرق إنشاؤه نحو 25 عامًا تقريبًا بتكلفة تقدر بنحو 86 مليار دولار، الأمر الذي سيضع الكويت عند الانتهاء منه على الخريطة الاقتصادية والاستثمارية والسياحية عالميًا.