ناجى الشهابي يكتب: أمة العرب فى مفترق طرق

أمة العرب فى مفترق طرق إما أن تكون مفعولا بها كما يخطط. لها الأعداء ام تكون فاعلا وتمسك زمامها بيدها ويقودها نظامها الرسمى إلى حيث ما تتمنى شعوبها وتبطل مخططات وجودية كتبت بالنار والدم ودفع فاتورتها الغالية المرابطون فى قطاع غزة العزة يوم شنت قوات الاحتلال الصهيونى حربها الوحشية لإبادة الغزيين وتهجير المتبقى منهم لتصفية القضية الفلسطينية وجعل فلسطين ارض بلا شعب يعيش عليها اليهود فقط، وكاد هذا المخطط الذى باركته دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ان يمر لولا يقظة مصر وقائدها الذى باغت أصحاب المخطط بهدفهم النهائى وخاض ومعه مؤسسات الدولة المصرية معركة دبلوماسية نجح فيها فى تكوين رأى عام عالمى رسمى وشعبى رافض لهذا المخطط ومطالبا بحل نهائي للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية بحل الدولتين واقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.. وكان الشعب المصرى الذى خرج بالملايين فى شوارع وميادين المحروسة وتبرعوا عبر منظمات المجتمع المدنى بالمساعدات الغذائية والاغاثية والطبية إلى شعبنا المرابض فى غزة، افضل دعم للدولة المصرية والقيادة السياسية ومثل رسالة قوية الذين يخططون ضدنا بأن مصر الشعبية تقف فى خندق مصر الرسمية وأنهم واحد فى معركة العرب الوجودية ..
ولعبت القاهرة دورا سيذكره التاريخ بتقدير شديد فى المفاوضات التى جرت بين إسرائيل والمقاومة ومعها قطر وامريكا وكانت المقترحات المصرية هى إساس اتفاق الهدنة ووقف النار ..
وفاجأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العالم بتصريحات يقرر فيها بسلطة امريكا تهجير الفلسطينين إلى مصر والأردن وتوالت تصريحاته التى رفضتها مصر ورئيسها بوضوح وحسم وشاركها فى الرفض الدول العربية وكان رفض المملكة العربية السعودية مباشرة وقويا بعد تصريحات الرئيس الأمريكى المح فيها إلى موافقتها على خطته بالتهجير وذكرنا الموقف العربى الرافض بالموقف العربى الداعم لحرب أكتوبر 1973 . وقادت مصر معركة دبلوماسية أخرى لرفض خطة الرئيس الأمريكى واعدت خطة بديلة لإعمار قطاع غزة فى وجود سكانها ودعت لعقد قمة عربية طارئة بالتنسيق مع البحرين رئيس القمة الحالية بالقاهرة يوم الرابع من مارس المقبل
ودعا ولى عهد السعودية إلى قمة تشاورية، اخوية فى الرياض وذهب إليها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى طريق عودته من الزيارة الناجحة لإسبانيا .. والحق اجتماع القمة المصغر الذى يضم قادة مصر والأردن و دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وبعده اجتماع القمة الرسمية الطارئة بالقاهرة من أهم وأخطر اجتماعات القمم العربية وتأتى القمتين فى ظروف دولية وإقليمية دقيقة لمواجهة تحديات وجودية أطلقتها خطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى لن تتوقف عند خطته الأنية لتهجير أهل قطاع غزة إلى خارجه والاستيلاء على القطاع وضمه إلى أمريكا ولكنها تشمل رسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط تتحكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية فى موارد العرب الطبيعية وتسيطر على موقعه الجغرافى الاستراتيجى الفريد فى إطار صراع واشنطن مع الصين وروسيا.
لقد ناقش القادة العرب في قمتهم التشاورية فى الرياض ، "خطة إعادة إعمار غزة "، ردًّا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من القطاع "
هذه القمة العربية التشاورية "الودية" تابعتها الشعوب العربية والإسلامية لاهميتها البالغة فى بلورة وجهة نظر عربية تحدد الرؤية العربية لمستقبل القضية الفلسطينية، تكون اساسا لقرارات القمة الرسمية التى ستنعقد فى القاهرة فى الرابع من مارس المقبل ..
وتحدثت الاخبار "عن مصادر" عن خطة مصرية من "ثلاث مراحل تنفّذ على فترة من ثلاث إلى خمس سنوات". تكون فيها "المرحلة الأولى هي مرحلة الإنعاش المبكر وتستمر ستة أشهر"، وتتضمن إزالة الركام وتوفير منازل متنقلة للسكان مع استمرار تدفّق المساعدات الإنسانية. والمرحلة الثانية تدعو الى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار مع بقاء السكان على الأرض". لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ خطة اعمار غزة والمقدر من الأمم المتحدة بحوالى 35 مليار دولار ، منهم 20 مليار دولار فى السنوات الثلاثة الأولى والانباء تتحدث عن تمويلات من الاتحاد الأوروبى ودول الخليج العربى .
اما المرحلة الثالثة من الخطة المصرية، تتضمن "إطلاق مسار سياسي لتنفيذ حل الدولتين كما قررته القرارات الدولية بإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ان الخطة المصرية تعالح مسألة مطروحة منذ اليوم لحرب الإبادة الوحشية. الإسرائيلي، وهى ما بعد انتهاء الحرب ومن سيتولى إدارة قطاع غزة، التي تسيطر عليها حركة حماس منذ 2007.
وملامح الخطة المصرية تنص على تشكيل "إدارة فلسطينية غير منحازة لأي فصيل... (تضمّ) خبراء وتتبع سياسيًّا وقانونيًّا السلطة الوطنية الفلسطينية". و تتضمن تشكيل "قوة شرطية تابعة للسلطة الفلسطينية ، مؤكدًا أنّ حركة حماس "ستتراجع عن المشهد السياسي في الفترة المقبلة". وستتقدم عليها السلطة الفلسطينية !!