من محمد منصور لـ محسوب، القصة الكاملة لسقوط امبراطوريات خط الصعيد

على مدار عقود من الزمن، برز في صعيد مصر مجموعة من أخطر المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بشعة مثل القتل والخطف وتجارة المخدرات والأسلحة، ليشكلوا ما يعرف بـ"خط الصعيد". كان هؤلاء المجرمون يفرضون سطيترتهم على مناطق واسعة باستخدام العنف والترهيب، مما جعلهم يظلون خارج نطاق القانون لفترات طويلة، ويخوضون مواجهات مستمرة مع أجهزة الأمن التي كانت تسعى للقضاء عليهم.
من أبرز هؤلاء المجرمين الذين ارتكبوا جرائم في مختلف محافظات الصعيد:
نوفل سعد
يعد نوفل سعد واحدًا من أبرز وأخطر العناصر في "خط الصعيد". كان يسيطر على قرية "حمرا دوم" في قنا، وهي قرية معروفة بمخبأاتها الإجرامية، استغل الموقع الجغرافي للقرية، التي كانت محاطة بالجبل الشرقي وزراعة القصب، لتمرير عمليات إجرامية مثل تجارة الأسلحة والخطف، وتعاون مع أقاربه وعناصر مسلحة لتوفير الحماية له من ملاحقات الأمن.
عزت حنفي
وُلد عزت حنفي عام 1963 وكان من أكبر تجار الأسلحة والمخدرات في صعيد مصر، وقام بتشكيل عصابة إجرامية بالتعاون مع شقيقه حمدان، واحتلوا جزيرة النخيلة في أسيوط حيث زرعوا المخدرات في أراضي شاسعة، وفي عام 2004، شنّت الشرطة المصرية عملية اقتحام أسفرت عن القبض عليه وعلى شقيقه، وبعد محاكمة سريعة تم تنفيذ حكم الإعدام عليهما.
يحيى تكيه (تكية)
وُلد يحيى تكيه في سوهاج وكان يعد من أخطر المجرمين في الألفية الجديدة، ارتكب تكيه العديد من الجرائم مثل القتل العمد والخطف وتجارة الأسلحة والمخدرات، وساهم في تكوين عصابة مسلحة ضمت أكثر من 20 فردًا، ارتكبت أكثر من 150 جريمة، تميزت عصابته بأسلوب شديد القسوة، حيث كانوا يعتمدون على القتل والتهديد المستمر.
محمد محسوب
وُلد في قرية العفادرة بأسيوط، وتورط في جرائم القتل والسرقة بالإكراه وتجارة المخدرات والأسلحة،و شكّل عصابة مسلحة ارتكبت العديد من الجرائم في أسيوط والمحافظات المجاورة، وكان له أكثر من 500 حكم قضائي ضده،و في 17 فبراير 2025، وبعد مطاردة استمرت 48 ساعة من قبل أجهزة الأمن وبمساعدة وحدة "البلاك كوبرا"، تم القضاء عليه في اشتباك مسلح مع قوات الأمن، مما أسفر عن مقتل محمد محسوب و7 من أفراد عصابته، وبهذا انتهت أخيرًا قصة "خط الصعيد".
تمثل هذه القصص مسيرة طويلة مليئة بالدماء والدمار، حيث تعرض العديد من الأبرياء للمخاطر والتهديدات، في حين كانت الأجهزة الأمنية تبذل جهدًا هائلًا للقبض على هؤلاء المجرمين، وفي النهاية، جاءت نهاية "خط الصعيد" مع سقوط آخر إمبراطورياته بفضل العمليات الأمنية الدقيقة والشجاعة.