محلل سياسي لـ”اقرأ الخبر”: هناك مخاوف من تكرار سيناريو غزة بالضفة الغربية

تشهد الضفة الغربية تصعيدًا خطيرًا في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي سياسة القمع والاستيطان والتهجير القسري، حيث تتزايد عمليات الاجتياح والاقتحامات التي تستهدف المدن والمخيمات الفلسطينية، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء والمعتقلين وتدمير واسع للمنازل والأحياء السكنية.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تتزايد المخاوف من أن يكون مصير الضفة الغربية مشابهًا لما حدث في قطاع غزة، الذي تعرض لأطول حرب إبادة في العصر الحديث.
ويرى مراقبون أن حكومة الاحتلال، مدعومة ببعض الأوساط السياسية في الولايات المتحدة، تسعى إلى طمس الهوية الفلسطينية من خلال فرض سيطرتها الكاملة على الضفة الغربية، في ظل محاولات تغيير اسمها إلى "يهودا والسامرة"، ما يعكس توجهًا خطيرًا نحو إلغاء الوجود الفلسطيني على المستويين السياسي والجغرافي.
من جانبه حذر المحلل السياسي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي من التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية ، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى إلى تحويلها لساحة مواجهة مفتوحة، على غرار ما حدث في قطاع غزة، الذي شهد حرب إبادة استمرت 470 يومًا وأسفرت عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
تصعيد ممنهج واستهداف للهوية الفلسطينية
أضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ "اقرأ الخبر"، أن حكومة الاحتلال تمضي قدمًا في سياسة الاستيطان والتهجير القسري، مستغلة عمليات الاقتحام والاجتياحات اليومية للمخيمات والمدن الفلسطينية، والتي تصاعدت حدتها مؤخرًا، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الشهداء والمصابين والمعتقلين، إلى جانب تدمير الأحياء والمنازل ودفع الفلسطينيين للنزوح نحو مناطق أخرى.
وأكمل أن الاحتلال، بدعم من بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، يسعى إلى طمس الهوية الفلسطينية جغرافيًا وسياسيًا، من خلال محاولات تغيير اسم الضفة الغربية إلى "يهودا والسامرة"، الأمر الذي يعكس مشروعًا استيطانيًا متكاملًا للقضاء على المكونات الجغرافية والإنسانية للواقع الفلسطيني هناك.
مخطط مشترك مع الإدارة الأمريكية الجديدة
وأشار أبو عطيوي إلى أن هذا النهج الاستيطاني يأتي في إطار رؤية استعمارية مشتركة بين الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، مما يزيد المخاوف بشأن تصعيد عسكري شامل في الضفة الغربية، على غرار ما شهدته غزة.
دعوات لتحرك دولي عاجل
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني أن ما يحدث يتطلب تحركًا عاجلًا من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي، للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية والأمريكية التي تستهدف شطب الهوية والتاريخ والجغرافيا الفلسطينية، خصوصًا في ظل تصاعد دعوات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية.
وختم أبو عطيوي حديثه بالتأكيد على أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته لمنع تكرار سيناريو الحرب المفتوحة في الضفة الغربية، ووضع حد للتصعيد المستمر الذي يهدد بمزيد من الانتهاكات الإنسانية.