شقيقتان وشاهد صامت في جريمة أطفيح.. أب يقتل ابنته بمساعدة بناته

لم تتخيل قرية "صول" التابعة لمركز أطفيح بمحافظة الجيزة أن تستيقظ على واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها المنطقة. داخل منزل بسيط يعلوه الهدوء من الخارج، دارت فصول مأساة مؤلمة حين أقدم أب خمسيني على قتل ابنته الثلاثينية، بمساعدة شقيقتيها، في واقعة صادمة مزّقت قلوب الأهالي وأثارت تساؤلات حول ما تخفيه البيوت من أسرار مظلمة.
بدأت الواقعة عندما تلقى قسم شرطة أطفيح بلاغًا من أحد الأهالي يفيد بوجود شبهة جنائية في وفاة فتاة تدعى "هالة. س"، 33 عامًا، بعد أن تغيبت عن الأنظار لعدة أيام، قبل أن يتم اكتشاف وفاتها داخل منزل العائلة، في ظروف غامضة.
بالانتقال والفحص، تبين وجود آثار كدمات متفرقة على جسد المجني عليها، كما كشفت مناظرة الجثة وجود علامات تشير إلى تعرضها للاعتداء والضرب المبرح، ما رجح فرضية القتل العمد.
وبمواجهة والد الفتاة، تضاربت رواياته في البداية، لكنه انهار في النهاية واعترف بجريمته، مؤكدًا أنه أقدم على قتل ابنته "بدافع التأديب"، بمساعدة شقيقتيها اللتين شاركتا في تقييد الضحية وضربها، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بين أيديهم.
وأكد الأب في اعترافاته أن خلافات متكررة نشبت بينه وبين ابنته خلال الأشهر الأخيرة، تطورت إلى شجار عنيف ليلة الحادث. وقال: "كانت بتغلط كتير وبتتخانق مع إخواتها، حاولت أربيها بس خرجت عن السيطرة.. ضربناها علشان تتأدب، لكنها ماتت فجأة".
النيابة العامة قررت حبس المتهم الرئيسي وابنتيه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، كما أمرت بتشريح الجثمان لبيان أسباب الوفاة بشكل دقيق. كما قررت استدعاء عدد من شهود العيان من الجيران لسماع أقوالهم حول طبيعة الخلافات داخل الأسرة قبل وقوع الجريمة.
الشارع في أطفيح لم يهدأ منذ انتشار الخبر، حيث عبّر الأهالي عن صدمتهم من الجريمة، خاصة أن الأسرة كانت تُعرف بالهدوء والانغلاق عن الناس. فيما قال أحد الجيران: "البنت كانت طيبة وبسيطة، وكان باين إنها مظلومة.. مفيش حاجة تبرر إن الأب يقتل بنته، حتى لو اختلفوا".
قضية أطفيح تفتح من جديد ملف العنف الأسري المسكوت عنه، وتطرح تساؤلات حول غياب الحوار داخل بعض الأسر، وكيف يمكن أن يتحوّل بيت من المفترض أن يكون مأوى، إلى مسرح جريمة.