”الوشق المصري” يهاجم جنوداً إسرائيليين على الحدود

في واقعة مثيرة للجدل، أثار هجوم حيوان مفترس على جنود إسرائيليين على الحدود بين مصر وإسرائيل تفاعلات واسعة في وسائل الإعلام.
وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمكن قواتها من ضبط حيوان مفترس هاجم و"عقر"، عددًا من الجنود في منطقة جبل حريف على الحدود المصرية، يعرف بـ"الوشق المصري"، والمصنف كحيوان نادر.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إلى أن الحادثة وقعت أثناء دورية روتينية للجنود في المنطقة الحدودية، وتم استدعاء مفتش من هيئة الطبيعة والمحميات للتعامل مع الحيوان بعد الحادثة، ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن الحيوان تسلل عبر الحدود المصرية.
وفوجئ الجنود الإسرائيليون بهجوم حيوان "الوشق" المفاجئ، حيث لم يكن الحيوان ضمن التهديدات المتوقعة في تلك المنطقة المحصنة، وفق ما ذكرته القناة 14 الإسرائيلية، مؤكدة أنه لم يتم الإبلاغ عن وفيات، لكن الجنود المصابين نُقلوا إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع لتلقي العلاج، وأفادت تقارير أولية أن الحيوان قُتل لاحقًا على يد القوات الإسرائيلية بعد محاولات للسيطرة عليه.
وحيوان "الوشق المصري" هو نوع من القطط البرية متوسطة الحجم، يعيش في المناطق الصحراوية والسهول العشبية في أفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء في مصر، ويتميز بجسمه الرشيق، أذنيه الطويلتين المزينتين بخصلات سوداء، وفرائه البني المائل إلى الحمرة، يبلغ طوله نحو 60-90 سم (باستثناء الذيل)، ويزن بين 8-19 كجم.
ويُعرف "الوشق" بقدرته العالية على القفز والتسلق، وهو مفترس شرس يتغذى على الطيور، القوارض، وحتى الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب البرية، وفقًا لخبراء الحياة البرية، فإن "الوشق" حيوان انفرادي وعادة ما يتجنب البشر، لكن قد يصبح عدوانيًا إذا شعر بالتهديد أو اقترب من منطقته، ويُعتقد أن وجوده على الحدود قد يكون مرتبطًا بتغيرات بيئية أو بحثا عن الطعام، خصوصاً مع تراجع أعداده في المناطق البرية بسبب الصيد وفقدان الموائل.
واحتل الوشق مكانة كبيرة في الحضارة المصرية القديمة، وله الكثير من المنحوتات والتماثيل، وتشير منحوتات الوشق إلى حراسته مقابر قدماء المصريين، ويقول عنه عالم الآثار المصري سليم حسن، في موسوعته عن الحضارة المصرية، إنه كان حيوانا مقدسا ويحظى باحترام المصريين القدماء.